- صاحب المنشور: عبد الغني السيوطي
ملخص النقاش:
في عصر الرقمنة المتسارع، أصبح التعليم التقليدي يواجه تحديات غير مسبوقة. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة اليومية، يتوجب علينا إعادة تقدير نهجنا تجاه العملية التعلمية ليتناسب مع هذا التحول الرقمي. إن الولوج إلى عالم المعرفة الرقمي يمكن أن يشكل فرصة هائلة لتقديم تعليم أكثر شمولا وتنوعا وأسرع وأكثر استجابة لكل متعلم حسب احتياجاتهم الفردية.
أولًا، تسمح الدروس عبر الإنترنت بتوسيع نطاق الوصول إلى المعلومات والمعرفة لأعداد أكبر من الناس بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاقتصادي. توفر هذه المنصات فرصاً للتعلم مدى الحياة حيث يستطيع الأفراد مواصلة تعلم مهارات جديدة حتى بعد الانتهاء من تعليمهم الرسمي. بالإضافة لذلك، فإن استخدام الوسائط متعددة الأشكال مثل مقاطع الفيديو والصوت والرسومات يساعد أيضا في خلق بيئة تعلم محفزة وجذابة.
ثانيًا، تتميز البيئات التعلمية الرقمية بأنها ديناميكية باستمرار ومتكيفة بناءً على طلب السوق الحالي للمهارات المطلوبة. وهذا يعني أنه بالإمكان تطوير المناهج الدراسية والتكيف معها بسرعة أكبر مما كان عليه الحال سابقا عندما كانت العمليات تتطلب وقت طويل لإكمال أي تغيير جوهري. كما أنها تشجع الطلاب على الشروع في مشاريع شخصية وتحفيز روح الريادة لديهم.
التواصل والتفاعل بين الطلاب والمدرسين
يحسن النظام الرقمي أيضًا نوعية التدريس والتواصل بين جميع أصحاب المصلحة في عملية التعلم - سواء كانوا مدرسين أو طلاب أو أولياء الأمور وموجهين آخرين. فتقنيات الاتصال الحديثة تضمن الاستمرارية والحفاظ على مستوى عالٍ من الإشراف الأكاديمي والإرشاد المهني المستقبلي عند انتهاء سنوات التعليم الأساسي والثانوي وما قبل الجامعي مباشرةً . علاوة على ذلك ، فإن وجود أدوات تقنية ذكية تساهم في الحصول على معلومات مفيدة حول تقدم كل طالب فردياً؛ وبالتالي تمكين تصميم الخطط الشخصية الملائمة له والتي تساعده لتحقيق أحلامه بكفاءة عالية.
دور الذكاء الاصطناعي (AI) وأدوات البيانات الضخمة
تساهم قوى تكنولوجية أخرى كبرى كذكاء اصطناعي (AI) وأنظمة تحليل بيانات ضخمة بإحداث ثورة حقيقية داخل القطاع التربوى العالمي وذلك باتِّباع أساليب جديدة لحفظ وقائع دراسات حالات سابقة واستخلاص منها دلالات معرفيه مؤثرّة لاتخاذ قرارات فعالة بشأن كيفية توجيه جهود البحث العلمي المستقبلي مثلاً , وكذلك منح الفرصة لمزيدٍ من العمل الجماعى المشترك بحسب رغبات واحتياجات محددتين ضمن مجال تخصص واحد قد يفيد بذلك كافة المجالات الأخرى ذات العلاقة به بنفس الدرجة!. هكذا تجتمع عناصر عدة بمستويات مختلفة تحت مظلة واحدة موحدة تحمل اسم "التحول الرقمي لمنظومة التعليم". إنها خارطة طريق مليئة بالوعود الواعدة لدولة يعيش سكانُها حياةً أفضل نتيجة لمشاركة مجتمعاتها المحلية فيه بروح أخوية قائمة أساسها الاحترام المتبادَل وفوائد مشتركة تصنعها أفكار مبتكرة مبنية منطقيّآ وعقلانيه لنشر رسائل السلام والتطور العالميين للأجيال القادمة بلا حدود مكانية زمانيه مقيدة بأطر ثابتة جامده!