ماذا فعل نظام الأسد بالسوريين على مدى نصف قرن؟
"أجاك الدور يا دكتور"
- كُتبت هذه الجملة على جدار بمدينة درعا السورية ليلة السادس من مارس 2011، في إشارة إلى مطلب عزل بشار الأسد أسوة بما حدث وقتها لحكّام عرب آخرين زي حسني مبارك وزين العابدين بن علي، واعتبرت العبارة دي إيذان بميلاد الثورة السورية.
- كتب الجملة دي شاب في مقتبل العمر اسمه معاوية الصياصنة ومجموعة من رفاقه من طلاب المدرسة الثانوية، لكن تمن العبار دي كان التعذيب ما بين الكهربا والتعليق وألوان من التنكيل لمدة 45 يومًا لمعاوية وزملائه.
- معاوية كان بيحلم يطلع طيار لما يكبر، لكن للأسف نظام بشار الأسد قصف مدرسته، زي ما قصف البلد بالصواريخ والبراميل والكيماوي، علشان ينتهي حلمه ويكتشف إن طياري جيشه بيقتلوا شعبهم زي السفاحين خلافا للصورة الجميلة اللي رسمها في ذهنه عنهم.
عقد من الجرائم
- اليوم الأحد، هو يوم جديد تمامًا على أشقائنا في سوريا ،وربما كل المنطقة العربية، بفرار الديكتاتور المجرم بشار الأسد، بعد 13 سنة من لحظة الثورة، و24 سنة من حكم الأسد الابن، و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.
- 53 سنة عاشها الشعب السوري تحت الاستبداد تنوعت أفاعيل النظام ما بين كتم الأصوات وتخريب البلاد وخنق العباد وتدمير المقدرات، لكن الـ 13 سنة السابقة كانوا استثنائيين في تاريخ العالم الحديث كله من ناحية ما عاشه السوريون من قتل وتدمير وتهجير.
- أكثر من 300 ألف مدني اتقتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة بما يعادل نسبة 1.5٪ من الشعب السوري دا وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بينما تقديرات جهات أخرى زي المرصد السوري لحقوق الإنسان بيقول إنه العدد بيوصل 389 ألف شخص، منهم 117 ألف مدني، من بينهم 22 ألف طفل، و14 ألف امرأة.
- النظام دا أخفى 80 ألف سوري قسريًا وفقًا لتقديرات هيومن رايتس ووتش، وقتل في سجونه 18 ألف معتقل، وأعدم 13 ألف جماعيًا بين 2011 و2015.
- عندنا صور موثقة سربها "قيصر" ودا مصور عسكري منشق عن النظام، نشر 55 ألف صورة فيها انتهاكات لـ11 ألف معتقل ماتوا من التعذيب بأشكاله المختلفة بينها صور بشعة يصعب وصفها.
- النظام قصف المناطق المدنية بكل أشكال الأسلحة ما بين الصواريخ والكيماوي والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة، واستعان بمليشيات من كل شكل ولون وجيوش من الخارج لمساعدته في قتل المدنيين وحصار الأطفال وتجويع الآلاف كما حصل في حصار مضايا في 2015، وأجبر ما يقارب 7 ملايين لاجئ سوري على مغادرة بلادهم.
عقود من المجازر
- أبشع هذه الجرائم كانت مجزرة حماة واللي كانت جزء من حملة أمنية ضد الإسلام السياسي في سوريا بدأت في 1976، وما لبثت أن تحولت لحملة عسكرية ومجزرة مروعة في فبراير 1982، لما بدأت الجماعات دي احتجاجات ضد البطش الأسدي، وقادها رفعت الأسد شقيق حافظ، كبروفة للإجرام ابن أخيه اللاحق ضد الثورة السورية.
-خلال المجزرة دك الأسدالمدينة بالطائرات والمدفعية الثقيلة والدبابات واستخدم غازات سامة محرمة دوليًا لقتل العالقين تحت الأنقاض، ورمى على الناس الكيماوي في الأزقة الضيقة اللي مقدرتش تدخلها الدبابات، بل واستمرت القوات في تمشيط المدينة والقتل عشوائي لأي حد بيقابلهم بدون تمييز لأيام.
- التقديرات الرسمية بتقول إن عدد قتلى المجزرة دي بين ألف إلى ألفين لكن تقديرات أخرى أبرزها للصحفي البريطاني روبرت فيسك بتقول إنه عدد القتلى بيوصل إلى 10 آلاف، بينما تقديرات حقوقية بتقول إنها ممكن تكون وصلت 40 ألف قتيل.
- أما أول المجازر فكانت بسجن تدمر سنة 1980، وقتها ادعى النظام وجود محاولة اغتيال لحافظ الأسد، وعلى أساسه دخلت وحدات من سرايا الدفاع اللي بيقودها رفعت الأسد، وفتحت النار على معتقلي سجن تدمر (على بعد 200 كلم من دمشق) ورمت عليهم القنابل عشوائيًا وجماعيًا، واللي اتسببت في مقتل ما يصل إلى 1200 معتقل في ساعات، واتنقلت جثامينهم للدفن في حفر مجهزة من قبل كدا، لحد الآن مش معروف أسمائهم ولا التهم اللي اعتقلوا على أساسها.
- مجزرة أخرى ارتكبها نظام الأسد في يوليو 2008، وقتها كان فيه احتجاج من المعتقلين بسبب الانتهاكات، وقتها فتحت الشرطة العسكرية النار على المعتقلين واتسببت في موت العشرات.
مآسي سجون الأسد
- هذه الجرائم كلها مبنية على عقود من تغول نظام عائلة الأسد المجرم على كل شيء في سوريا، النظام اللي كان مسلط سيف الاستبداد على كل كلمة أو كل حرف يخرج من أفواه السوريين، لدرجة كلمات تسببت في مأساة وجحيم ولعنة على أصحابها لعقود جوة سجونه.
- مع تقدم الفصائل المسلحة في المحافظات السورية، كان أجمل شيء فعلوه هو إطلاق سراح المعتقلين في كبرى سجون النظام السوداء، بداية من حلب إلى حماة إلى دمشق وغيرها.
- خرج من سجن النظام رغيد الططري أقدم معتقل في سوريا لمدة 43 سنة.. رغيد اعتقل سنة 1981 وقت حرب النظام السوري على مدينة حماة، والططري اعتقل لأنه كان طيار في سلاح الجو السوري ورفض قصف بيوت المدنيين بالمقاتلات الحربية، واتعرض خلال الاعتقال لكل أشكال العذاب النفسي والبدني، واتنقل بين السجون السرية لسنوات بلا محاكمة أو زيارة من أهله.
- من السوري إلى اللبناني، علي حسن علي، المعتقل في سجون الأسد بعد 42 سنة، وهو في عمر 18 سنة اعتقل على حاجز لبناني سوري تحت سيطرة الجيش السوري بلا سبب.
- من سجن حماة العسكري إلى سجن صيدنايا، أحد أسوأ مسالخ التعذيب في سوريا، خرج شاب فاقد الذاكرة من هول العذاب النفسي والبدني اللي اتعرض له، بجانب المئات من المعتقلين المحررين اللي اتبلغ أهلهم بوفاتهم من سنين واتفاجئوا إنهم لسه عايشين.
- طل الملوحي اشتركت مع علي حسن والططري في إن اعتقالها كان في سن 18 سنة، وقت ما كانت لسه طالبة، ولكن اعتقالها بدأ في 2009 بتهمة "التجسس" وجمع معلومات عن ضابط سوري كان في زيارة للقاهرة، ودا لمجرد إنها كان لها مدونة كتبت عليها عبارة تطالب بمكافحة الفساد في بلدها!
- شهادة واحدة من السجينات السابقات تقدر توصف لنا إيه اللي حصل مع المظلومين دول وآلاف غيرهم في سجون بشار وأبوه حافظ، واللي قالت فيها السجينة "رقم 1100" بسجن حلب المركزي إنها كانت بتضطر تقطع من هدومها علشان تمسح دماء بتسيل من رأس طالبة جامعية وقع شعرها من شدة التعذيب، بينما بتحكي عن تعذيب بنت 16 سنة لحد الموت، وكل سجينة بتموت بتتلف في غرفة وبياخدوها لمكان مجهول.
- أحد المعتقلين سُجن لمدة 14 سنة لأنه كان بيغني في المظاهرات في 2011، وقال إنه وجد معتقل شبه زوج أخته لكنه مش قادر يتأكد لأنه اتفاجئ ببتر قدميه، ولما اقترب منه لقاه فقد عقله من شدة التعذيب، وإنه اتعرف عليه بس من خلال وشم على إيده.
- كل دا غيض من فيض إجرام بشار وحافظ الأسد بالشعب السوري، اللي بيخلي يوم نهاية حكم الأسد انتهى من سوريا هو يوم عيد لكل السوريين والسوريات.
- لحظة بتنور الطريق لمواجهة أي حكم استبدادي آخر في سوريا، وبإنه الضمانة لدا هو ضرورة ملاحقة كل شخص أجرم بحق الشعب السوري وتسبب في مآسي لا تحصى.
#الموقف_المصري
#دردشمعالعيلة
