بالنسبة لأولئك الذين أدوا مناسك الحج دون الإحرام من الميقات ولم يؤدوها كما ينبغي وفقًا للشريعة الإسلامية - بما في ذلك زوجتك وأطفالك الأكبر سناً - فقد اقترفت خطايا تُسمى "الإفراد". يشمل ذلك عدم الإحرام من الميقات وعدم الصيام أثناء الحج وبعد رجوعكم من الأراضي المقدسة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنكم نسيتم ذبح هدي الحج بسبب الظروف المالية أو النسيان.
وفقاً للمختصين الدينيين، عندما يُفترض شخصٌ بأن يكون قد ارتكب فعلًا مؤثماً مثل هذا، يُلزَم الشخص بدفع فدية حلال للمساكين والمحتاجين في مدينة مكة المكرمة. وهي تشبه التعويضات التي يقدمها المعتدي لتغطية ضرر سببه. ولكن بناءً على تعليمات العالم الإسلامي الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه، فإن الفرد الذي يعجز حقاً عن دفع تلك الفدية ليس مطلوب منه القيام بصلاة خاصة أو صيام لمدة طويلة عوضا عنها. بل يمكن اعتباره اعتذاره واستعداده للتغيير مستقبلاً بديلا مرضياً.
في حالتكم الخاصة، إذا كنتم قادراً مالياً على تقديم هذه الصدقة الآن، فذلك سيكون أفضل خيار لكم. يمكنك توكيل شخص موثوق لإتمام عملية الذبح وتوزيع اللحوم بين الفقراء في المدينة المنورة. يشمل رفع هذا الدين جميع الأشخاص الذين شاركون في الرحلة ممن كانوا فوق السن القانونية حينها. وبينما يوافق بعض علماء الدين على أن الأطفال الذين لم يصلوا مرحلة الرشد وقت ارتكاب الخطيئة ليست عليهم فدية، إلا أنها مسألة خلاف نظرية داخل المجتمع الفقهي الإسلامي.
ولكن نريد التأكيد مرة أخرى أنه طالما كنتم عاجزين عن تحمل تكلفة الفدية خلال فترة سفركم للحج، فأنت ومرافقيك بريؤون من أي دين آخر باستثناء الشعور بالندم والاستعداد للإصلاح المستقبلية وهو ما يكفيه سبحانه وتعالى حسب الآيات القرآن الكريم:"فاتقوا الله ما استطعتم"[التغابن ١٦].
أتمنى أن يكون هذا التفسير أكثر سهولة وفائدة لك ونوراً لك ولزوجتك وأسرته الصغيرة فيما يتعلق بكيفية مواجهة مسؤوليتكم الروحية بشأن الحج الأخير الخاص بكم.