1- كتبتُ قبل مُدة أن من أكثر الأبعاد السياسية الملهمة في سيرة السلطان قابوس - طيّب الله ثراه - والتي واصل نهجها السلطان هيثم هي (فلسفة العفو) كأحد وجوه فلسفة الحكم. كما يتجلى تحديداً في العفو عن السجناء في المناسبات الدينية والوطنية وبعض المواقف الوطنية ذات الخصوصية. https://t.co/vaGOTyQjX7
2- هذا البعد في تقديري لم ينل حقه من الدرس والتأمل - على الأقل في المستوى الأكاديمي - رغم ارتباطه بعدة تجليات تتجاوز بعده السياسي إلى بعده الاجتماعي. وخصوصاً في ظل تطور الدراسات التي تتناول مسألة علاقة (السجن) بما يعرف في #علم_الاجتماع بنظرية "الوصم الاجتماعي"..
3- مما يعيننا على فهم هذه الفلسفة وبعدها السوسيولوجي هو ما كتبه عالم الاجتماع إدوين ليمرت وهو أحد المؤسسين لنظرية "الوصم الاجتماعي". الذي حاول تحليل الطرائق التي يقوم من خلالها المجتمع بتكوين الانطباعات عن "الخارجين عن القانون" أو "السجناء" وكيف ينعكس ذلك عليهم.. https://t.co/d52VW1uDnI
4- يقول ليمرت في إحدى فرضياته أن: "انطباع المجتمع السيئ وطريقة تعامله الدونية مع السجين السابق تحفر صفة الإجرام فيه وتجعله منبوذًا اجتماعيًا مما يرفع من نزعة النقمة والانحراف حتى تصبح شخصية الناقم هي المسيطرة، فيثور الفرد ويجنح لاسترداد كرامته المهدورة". وهو ما يعرف بالوصمة.
5- على ضوء ذلك هناك نقاش موسع اليوم حول جدوى "إطالة أمد المدد السجنية" في مقابل "العقوبات الإصلاحية" سواء على مستوى التشريعات والقوانين أو على مستويات الأثر الاجتماعي والوطني. وكذلك على مستوى الدراسات التي تحلل مسألة "الردع العام" من جراء المدد السجنية طويلة المدى..