- صاحب المنشور: مسعدة المرابط
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتغير بسرعة، يواجه التعليم الإسلامي مجموعة معقدة ومتنوعة من التحديات التي تؤثر على قدرته على تحقيق رسالته الأساسية. هذه الأزمة ليست جديدة تماماً، لكنها تتخذ أشكالًا وتأثيرات مختلفة في ظلّ التحولات الثقافية والتقنية الكبرى التي يشهدها العالم الحديث. فكيف يمكن تعزيز وتعزيز دور القيم والمبادئ الإسلامية في المجتمع المعاصر؟ وكيف يمكن تحسين طريقة تناول الموضوعات الدينية بطريقة أكثر شمولية وجاذبية للشباب الذين قد ينجذبون إلى ذلك بسبب افتقارهم إلى فهم عميق لهذه المفاهيم؟
تتعدد جوانب هذا الازدحام؛ فقد يتعلق الأمر بالحاجة الملحة لتحديث المناهج الدراسية لتصبح أكثر تفاعلية ومناسبة للعصر الحالي مع المحافظة على جوهر الدين الإسلامي الأصيل. كما تشمل أيضًا تحديات التمويل والبنية التحتية اللازمة لدعم المؤسسات التعليمية الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العنصر البشري مهم للغاية حيث يلعب المعلم دوراً حيوياً كنموذج وقدوة للمتعلمين مما يستوجب تدريب متخصص وشرح شامل حول أدواره المختلفة داخل النظام التعليمي.
ومن الظواهر المؤثرة أيضًا انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة والتي رغم كونها أداة نشر قوية إلا إنها تستغل أحيانًا لإغراق المشاهدين بالأفكار الخاطئة أو الضارة دينيا وأخلاقيا وهذا يعرض الأطفال والشباب تحت سن الرشد المبكر للإساءة المحتملة عبر الإنترنت. وبالتالي ينبغي اتخاذ إجراءات جادة لحمايةهم ومن أجل ذلك يتطلب تصميم استراتيجية فعالة للحفاظ على سلامتهم أثناء استخدام الانترنت واستخدام المواد المرئية ذات الطابع الإيجابي والدعوي باعتبار أنها تساهم بنشر الخير والإرشاد الصحيح لهم وللآخرين أيضا .
وفي الوقت نفسه، هناك حاجة ملحة للتواصل الفعال بين الجهات الحكومية وغير الحكومية العاملة في المجال التعليمي الإسلامي لإقرار سياسات مشتركة تساعد في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. ولا يمكن النظر لهذا الجانب بعيد المدى بعيد الاستبعاد بل إنه يدخل ضمن الأعراف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أيضًا إذ أنه يساهم بصورة غير مباشرة بتحديد شكل وجود تلك المجتمعات المستقبلي.
إن التعامل مع مثل هذه التحديات ليس سهلاً ولكنه ضروري لبناء نظام تربوي قادر حقا على مواكبة متطلبات العصر وتحقيق غاية سامية وهي تزويد الشباب بالمعرفة الروحية والفكرية لممارسة إيمانهم وتطبيق أحكام دينه وفق رؤيته الخاصة دون تأثير خارجي مضر يؤدي بهم لعزوف عن المسجد وفقدان الثوابت والقيم لديهم. إن النهضة الحقيقة تبدأ عندما يقترب الجميع - سواء كانوا أفراد أصحاب النفوس الذكية أو شركات راسخة – بكل عزيمة وإخلاص نحو ترميم منظومتنا العلمية وذلك بإعطاء الأولوية لأصول الدين ومضمون الرسائل الأخلاقية القرآنية والخُلق الحميدة لها تأتي ثانيَّةٌ وليس آخر شيء! لذلك دعونا نعمل سوياً لنعيد الاعتبار لماضي مجيد لنا ونحافظ عليه كذلك حاليًا ومستقبلا حتى وإن كان طريق طويل وعسير المنال إلّا إنه جدير بالمنافسة والصمود لأنه حقنا جميعا منذ البِداية وخلال العمر الزمني لأن الأمور القلبية هي أساس كل نجاح عظيم والحمد لله الذي هدانا لهذا السبيل العادل والنقي والأمين .