- صاحب المنشور: أنمار بن فارس
ملخص النقاش:في ظل عالم متسارع مليء بالضغوط والتحديات اليومية، يبحث العديد من الأفراد عن طرق لتحقيق السلام النفسي والراحة الداخلية. وفي هذا السياق، يأتي الدور الكبير للإسلام كدين شامل يعالج جميع جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك الصحة النفسية والعاطفية. يتجاوز التصالح مع الذات أو "السلام الداخلي"، كما يُعرف في الفكر الغربي الحديث، مجرد تحقيق حالة ذهنية هادئة؛ بل هو عملية مستمرة تتطلب فهمًا عميقًا لذاتك وللعلاقة بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
الأساس الشرعي للتصالح مع الذات
يُعد الإيمان الراسخ من أهم دعائم تحقيق الانسجام الروحي والفكري لدى المسلم. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
[الإسراء :7]. يؤكد هذا الآية على أهمية تذكر الله وطاعته كمفتاح للحصول على العيش الرغيد والمستقر عقليا. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الإسلام المسلمين على التوازن بين طلب العلم والمعرفة العملية والأنشطة الاجتماعية والأسرية.
التأمل الذاتي والإحسان بالنفس
يتضمن التأمل الذاتي أيضا ضرورة نقد ذاتي بنَّاء وإعادة النظر في الأفعال وردود الأقوال التي تؤذي الآخرين أو تضيع الوقت بدون جدوى. وهذا ينطبق أيضاً عند التعامل مع النكسات الشخصية والصدمات الحياتية حيث يحث الدين المؤمنين على الصبر والاستعانة بالله وعدم اليأس أبدا.
وعند مواجهة الشكوك والحيرة حول طبيعة وجودنا وأهدافنا الكبرى ، يمكن للممارسة الروحية مثل قراءة الأدعية المباركة واسترجاع محبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن توفر الاطمئنان الداخلي اللازم لمواصلة الطريق بإيجابية أكبر وتسامح أكبر تجاه المرء نفسه وخلقاته الخاصة.
العلاقات المجتمعية والسلوك الأخلاقي
ولا يغفل الاسلام الجانب الاجتماعي للشخص عندما يسعى للتسامح داخليا لأنه جزء مهم من بناء مجتمع متماسك ومترابط.
من خلال تبني القيم الإنسانية الأساسية كالصدق والأمانة والكرم واحترام حقوق وكرامه الجميع مهما كانت خلفياتهم الثقافية أو وضعهم الاقتصادي وغيرها الكثير مما جاء مفصل تفاصيله بتعاليم موروثا سماوي لدينا .
باختصار فإن طريق تصالح الشخص مع ذاته إنما تبدأ بذوي الصلة الوثيقة حوله ثم تمتد لتعم جميع نواحي حياته المختلفة وهو أمر يستحق العمل بتفانٍ واجتهاد حتى ننعم بحياة أكثر صفاء وارتياحا نفسيا وسط زوبعات أمواج الدنيا المتوافدة بلا انقطاع!