- صاحب المنشور: مولاي إدريس الدكالي
ملخص النقاش:
مع الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة دافعة رئيسية تؤثر بشكل عميق على العديد من القطاعات الاقتصادية. يغير هذا التطور العميق الطريقة التي يتم بها أداء الأعمال وتوليد القيمة، ويستلزم اعتماده تحولات كبيرة في سوق العمل العالمي. إن فهم هذه التحولات والتحديات والفرص الناشئة ضروري لضمان الاستعداد لمستقبل مهني مرن ومزدهر.
التأثير المتنامي للذكاء الاصطناعي على الوظائف:
يتوقع خبراء الصناعة تخصيص المزيد والمزيد من الأنشطة إلى الآلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتحسين جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة. ستكون بعض الوظائف معرضة أكثر للتغيير بسبب قدرات الذكاء الاصطناعي مقارنةً بأخرى. استبدال العمليات الروتينية والأعمال المكررة بشدة مثل تلك الموجودة في المحاسبة والمالية وإدارة المخزون هي أمثلة واضحة لأماكن يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم قيمة هائلة.
في حين أنه من المؤكد أن بعض الوظائف سوف تختفي تمامًا مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن تدمير فرص العمل ليس مصير الجميع. تشير البحوث أيضًا إلى خلق وظائف جديدة تتطلب تعليمًا وشهادات متخصصة لتلبية احتياجات بيئة عمل متغيرة باستمرار مدفوعة بالتكنولوجيا. يتعين على الأفراد والبرامج التعليمية الابتكار لإعداد الجيل الحالي والمستقبلي لشغل هذه الأدوار الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
الفرص العملية والتدريب المهني:
لتزويد العمالة القائمة بمهارات مطلوبة حديثًا، يلعب التدريب المهني دورًا حاسمًا في ضمان الانتقال السلس نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي. ستعمل البرامج المصممة خصيصًا والتي تجمع بين التعلم التقليدي والتطبيقات الواقعية للذكاء الاصطناعي على تمكين الفرد من تحقيق إمكاناته الكاملة والاستفادة من دوره الجديد كجزء لا يتجزأ من فريق متخصص ومتعدد التخصصات يعمل ضمن نظام ذكي للغاية. ويتضمن ذلك تطوير فهم شامل لأنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدام كل نوع لتحقيق أهداف محددة؛ بغض النظر عما إذا كانت عملية صنع قرار مستند إلى البيانات داخل المنظمة أو إدارة خدمة العملاء عبر روبوت دردشة آلي بتغذية معرفية شاملة.
الإجراءات الحكومية والدعم المؤسسي:
من أجل الحد من مخاطر عدم اليقين الاقتصادي غير الضرورية أثناء عصر الذكاء الاصطناعي، تحتاج البلدان والحكومات إلى وضع سياساتها الاقتصادية الاجتماعية بعناية للمساعدة في نشر فوائد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطرق تضمن العدالة الاجتماعية وتمكين أكبر عدد ممكن من الناس. يشمل ذلك ضمان توافر خدمات مجانية ومدفوعة للأفراد الراغبين في تحديث مهاراتهم وتعزيز المعارف اللازمة لهم ليصبحوا جزءا فعالا من مجتمع شغوف بإدخال تقنيات مبتكرة وعصرية تعمل جنبا إلى جنب مع الإنسان وليس خالصًا مكانته البشرية الأصيلة .
ويشمل الدور الذي يجب القيام به أيضا منح الأولوية لاستثمارات البحث والتطوير ذات الصلة بخلق نماذج أعمال مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي -التي تمتلك القدرة على إعادة رسم المشهد التقليدي لسوق الشغل كما نراه الآن منذ زمن طويل-. وبالتالي فإن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى دفع عجلة الاقتصاد نحو آفاق جديدة مليئة بالإمكانات الهائلة ولكنها تستوجب الكثير من الحذر فيما يتعلق بمراقبة وتنظيم استخدام هذه الوسائل الحديثة حتى تضمن سلامتها واستدامتها طويلة المدى مع مراعاة حقوق الأشخاص الذين تقدم لهم الخدمة ولا قدرة عليهم مقاومة آثارها المحتملة.