- صاحب المنشور: عبد الكريم المسعودي
ملخص النقاش:
يبحث هذا الحوار حول تأثير الذكاء الاصطناعي على النظام التعليمي، مع التركيز بشكل خاص على الاحتياجات اللازمة لتحقيق توازن فعال بين التقنيات الحديثة والاستدامة للحضور الإنساني في عملية التعلم. بدأ النقاش بناءً على مقالة كتبها "عبد الكريم المسعودي"، والتي تثير المخاوف حول احتمال تراجع دور المعلم التقليدي لصالح أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى إهمال الجوانب المهمة مثل فهم السياقات الاجتماعية، الأخلاق، والقيم الثقافية والدينية.
يبدأ الطاهر بن ناصر بإعادة تأكيد حجج المسعودي الأصلية، مشيرا إلى أن بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم الكثير من الفرص في مجال التعليم الشخصي والفوري، إلا أنه يجب النظر إليه كوسيلة تكملة للدروس الإنسانية، وليسا بديلا عنها. حسب الطاهر، يقوم المعلمون بدور مهم في تعزيز الإبداع، وبناء التفاهم الاجتماعي-الاقتصادي، وصيانة القيم الثقافية والدينية.
واصل شمس الدين الراضي بالتركيز على الجانب الحساس للاعتراف بـ "العالم الرقمي مقابل الواقع اليومي للأطفال". يقول إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهل على الطلاب الوصول إلى المعلومات، لكن يبقى على المعلمين البشر القيام بالدور الأساسي في خلق الرابط بين هذه المعلومات وما تحتاجه الحياة الحقيقية من المهارات والسلوكيات.
وأعربت بثينة الحلبي، مثل سابقتيها، عن مخاوف بشأن خطر فقدان الجوانب الإنسانية في التعليم بسبب الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي. تؤكد على أنه بالإضافة إلى كونهم مصححيين، يلعب المعلمون دورا أساسيا كمرشدين ومعلمين يساعدون الطلاب على تطوير مهارات نقدهم، أفكارهم المستقلة، وفهمهم للعلاقات الاجتماعية والثقافية المعقدة. بدون هذا النوع من المعلم الإنساني، سوف يفقد التعلم ثراءه وعدم قابليته للتقليد.
وأخيراً، أعربت بسمة بن جابر عن اتفاقها مع رؤية شمس الدين الراضي، مؤكدة أن هدفا رئيسيا ينبغي سعيه وهو ضمان خدمية الذكاء الاصطناعي للمعلم، ليس منافسته عليه. تُسلط الضوء على أن القدرة على تحفيز الإبداع، وتعزيز التفكير النقدي، وبناء أسس ثقافية واجتماعية متينة هي مهارات لا يمكن لأي جهاز ذكي أن يقوم بها.
وفي نهاية المطاف، يؤكد كل مشاركين في هذا الحوار على حاجتنا الماسة لإيجاد توازن رابح رابح بين مزايا التكنولوجيا الحديثة واستمراية حضور المعلم الشخصي في التعليم، وذلك لضمان تهيئة أفضل بيئة ممكنة للنمو العلمي والشخصي للجيل الجديد.