- صاحب المنشور: هيثم الدين البوزيدي
ملخص النقاش:تعتبر الثورة الصناعية الرابعة بمثابة تغيير جوهري يضرب جذورها عميقًا داخل بنية اقتصاديات العالم الحديث. يتمثل جوهر هذه الثورة في تبني التقنيات الرقمية المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، البيانات الضخمة، والإنترنت اللامركزي. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي تجلبها التكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بكفاءة الإنتاج وأتمتة العمليات، إلا أنها تسلط أيضًا ضوءاً حادًّا على الأثر المحتمل الذي يمكن أن تحدثه على سوق العمل.
في حين يُنظر إلى الروبوتات والمعدات الأخرى ذات الاستخدام الآلي كحلول ميسرة للمشكلات المعقدة وتوفير الوقت وتكاليف التشغيل، فإن هذا النهج يطرح تساؤلات حول مستقبل الوظائف الحالية وما إذا كانت ستكون مطلوبة في المستقبل أم لا. فقد أدى الزخم الحالي نحو زيادة اعتماد تكنولوجيات جديدة إلى القلق بشأن احتياجات العمال البشرية وقدرتها على مواجهة تحديات المنافسة مع قوة عاملة آلية متزايدة باستمرار.
الآثار الإيجابية
- تحسين الكفاءة والإنتاج: توفر التكنولوجيا فرصا كبيرة لتحقيق تحسينات هائلة في معدلات إنتاجيتها مقارنة بالعمال البشريين الذين قد يعانون من الانقطاعات الناجمة عن عوامل بشرية كالإجهاد والتعب والأخطاء البشرية الشائعة.
الآثار السلبية
- فقدان وظائف: أحد المخاوف الرئيسية المرتبطة بتبني تقنيات ذكية ومتقدمة هو احتمال وجود المزيد من البطالة لأن العديد من المهام التي كان يقوم بها الإنسان سابقًا سوف تتم بواسطة روبوتات أو برمجيات ذكية مما يؤدي لفقد الكثير من فرص العمل خاصة تلك التي تعتمد على مهارات قليلة.
- التغيرات في متطلبات المهارات: تتطلب التكنولوجيا الجديدة مجموعات مختلفة ومحددة للغاية من الخبرات والمعارف وقد لا يستطيع البعض تأمين التدريب اللازم لمواكبة التطور المتسارع للتقنية وبالتالي لا يمكنهم الحصول على فرصة العمل المناسبة لهم.
- الثراء غير المتكافئ: هناك احتمالية لعدم تحقيق مكاسب عادلة بين الأفراد بسبب عدم المساواة في الوصول إلى الفرص التعليمية والتدريبية اللازمة للاستفادة القصوى مما تقدمه التكنولوجيا الحديثة والتي تميل لصالح الطبقات الغنية نسبياً.
من الواضح أنه بينما تحمل التكنولوجيا وعدًا بمستقبل أكثر رقمنة وكفاءة، فإنه ينصح باتخاذ تدابير استباقية لتخفيف أي آثار محتملة سلبية وسد الفجوات الموجودة حاليًا عبر التركيز بشكل أكبر على تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار وخلق نماذج أعمال مبتكرة تستغل قوتها الحقيقة وهي قدرة العنصر البشري على حل المشاكل بطريقة فريدة وغير قابلة للإشباع بأجهزة محوسبة بغض النظر عن مدى تقدمها اليوم وغدا.