تعتبر الأجسام المضادة أحد أهم عناصر جهاز المناعة البشري، وهي بروتينات متخصصة تقوم بإنتاجها الجهاز المناعي كرد فعل طبيعي للتعرض للمسببات المرضية مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات وغيرها. تعمل الأجسام المضادة كخط دفاع أولي في مواجهة هذه الاعتداءات الجرثومية.

عند دخول جسم غريب إلى الجسم، يبدأ الجهاز المناعي عملية التعرف عليه وتمييزه باعتباره مسبب مرض محتمل. يقوم بعد ذلك بتكوين خلايا B خاصة تطلق أنواعاً مختلفة من الأجسام المضادة تتناسب وتتماثل مع خصائص هذا العامل الممرض بشكل دقيق. يمكن لهذه الأجسام المضادة الالتصاق بالمستضد -أو العنصر الغريب نفسه- ومنعه من القيام بدوره الضار داخل الجسم. إنها أساس عمل العديد من العمليات التي تحمي الصحة العامة للإنسان.

هنالك عدة أنواع للأجسام المضادة ولكل منها دور محدد. على سبيل المثال، نوع IgG هو الأكثر شيوعاً ويوجد عادة في الدم والخلايا الليمفاوية خارج النسيج اللمفاوي. بينما IgA يوجد بكثرة في إفرازات المخاط والجهاز الهضمي والحويصلات التنفسية للحماية الأولى قبل وصول المستضد حتى إلى مجرى الدم. كما تلعب IgM دوراً محورياً في الاستجابة الفورية والمباشرة لوجود مستضد جديد في الجسم. وبالتالي فإن فهم وظائف وإنتاج كل صنف من هذه الأجسام المضادة يساهم بشكل كبير في تقدم الطب الحديث وعلاجه لمختلف حالات الحساسية والأمراض المعدية والمستهدفة بالعلاج بالأجسام المضادة monoclonals والتي تُستخدم الآن لأغراض علاجية واسعة الانتشار.

إن قدرة الجسم على إنتاج وتنظيم كميات مثالية واستجابة فعالة فيما يتعلق بالأجسام المضادة هي دليل واضح للعجب الإلهي وخالق الرب الأعظم سبحانه وتعالى! فهو القائل عز وجل "فيه خلق الله لكم ما في الأرض جميعا".