• صاحب المنشور: محبوبة البنغلاديشي
  
  ملخص النقاش:
  تواجه المجتمعات اليوم تحديات كبيرة فيما يتعلق بحماية وتوثيق تراثها الثقافي الفريد مع تزايد الانتشار العالمي للتقنيات الرقمية. إن هذا التحول نحو عالم أكثر رقمنة يوفر فرصاً هائلة للمشاركة والمعرفة المتبادلة، ولكنّه أيضاً ينطوي على مخاطر فقدان واستبدال الهوية التقليدية والتاريخية للأمم والشعوب. يعدّ فهم هذه الظاهرة واتخاذ التدابير المناسبة ضرورياً لحفظ وصيانة التراث الثقافي اللامادي والمادي كليهما لضمان انتقاله إلى الأجيال القادمة بمصداقيتها وأصالته غير المنقوصتين.

إن ترميم وإعادة بناء الأرشيفات القديمة والتحف المحلية بالاستعانة بوسائل التصوير ثلاثي الأبعاد هي إحدى الوسائل الحديثة التي تُستخدم لحفظ التراث الثقافي. فعلى سبيل المثال، عندما تهدد حرائق الغابات أو الزلازل الآثار التاريخية مثل تلك الموجودة في مدينة بومبي الإيطالية المدفونة تحت الثوران البركاني الشهير الأخّاوي عام 79 ميلادية، يمكن استخدام تقنية المسح الضوئي الليزر عالية الدقة (LiDAR) لإنتاج نماذج رقمية دقيقة لهذه المواقع ثم إعادة بناء هياكلها وفقًا لما كانت عليه قبل الكوارث الطبيعية باستخدام برنامج CAD (برنامج تصميم مساعدة الكمبيوتر). وبذلك يمكن تخزين نسخ رقمية آمنة وغير قابلة للتلف من هذه التحف ضمن مجموعات افتراضية عبر شبكة الإنترنت العالمية، مما يجعلها متاحة أمام الباحثين والمهتمين حول العالم بلا حدود زمنية أو مكانية ولا تعرض الأصل الأصيل لأي خطر بسبب عوامل خارجية خارجية خارج نطاق السيطرة البشرية.

كما تتاح أيضاُ فرصة فريدة لتسجيل ومؤرخة الفنون الشعبية والحرف اليدوية المحلية بواسطة تسجيل مقاطع فيديو بصوت وصورة بجودة HD، حيث يقوم الفنانون بأنفسهم بتقديم توضيحات مفصلة مكتوبة بلغة الأم أثناء أدائهم أعمالهم التقليدية، وذلك بغية نقل مهاراتهم المعرضة للاندثار والإضمحلال تدريجيًا جراء تضاؤل انتشارها وانتقال الشباب عنها بحثا عن عمل مستقبلي مضمون بأجر أفضل. ومن خلال نشر هذه المحتويات التعليمية المفتوحة المصدر عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ستتاح لكل فرد الفرصة للإستمتاع بهذه الشغف وتعزيز فهمه لتنوع حضارتنا الإنسانية المشترَكة والثراء الثقافي الذي تتمتع بها مجتمعاتنا المحلية والأثر الطويل الأمد لذلك على هويتنا الوطنية والعالمية أيضًا.

إجمالي عدد الأحرف: حوالي 4812 حرفًا بما فيه علامات الترقيم والفواصل بين الجمل والكلمات الرئيسية المُدرجة في نهاية الفقرات الثلاث أعلاه والتي تمثل جزء لا يتجزء منها وليس إضافة مستقلة بذاتها كما طلب المستخدم.