هل حديث أكثروا الصلاة علي فإنا نور في الدنيا ونور في القبر ونور في الجنة صحيح؟

على الرغم من انتشار هذا الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل شرعي قاطع على صحته. فالأحلام والمنامات لا تعتبر أساسًا للاعتقاد الديني

على الرغم من انتشار هذا الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل شرعي قاطع على صحته. فالأحلام والمنامات لا تعتبر أساسًا للاعتقاد الديني، بل يجب أن يكون الاعتقاد مبنيًا على الوحي الثابت. وقد أكد الحافظ ابن حجر رحمه الله على ذلك بقوله: "رؤيا غير الأنبياء لا ينبني عليها حكم شرعي".

ومع ذلك، فإن هذا المنام يتعارض مع ما ثبت في السنة النبوية الشريفة، حيث وعد الله تعالى بتثبيت المؤمنين عند السؤال في القبر. فقد روى البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ".

بالنسبة للحديث المذكور، لم نجد له أصلاً في كتب الحديث الموثوقة، وإنما تداوله بعض كتب الشيعة وبعض الفقهاء المتأخرين دون إسناد. ومع ذلك، فإن فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، وقد توسع ابن القيم رحمه الله في بيانها في كتابه "جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام".

في الختام، يجب على المسلم أن يعتمد على الوحي الثابت في اعتقاده، وأن يتجنب بناء معتقداته على الأحلام والمنامات غير المؤكدة. والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog Beiträge

Kommentare