- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد كان التعليم منذ القدم ركيزة مهمة في المجتمعات المختلفة حول العالم. وفي ظل الأهمية الكبرى التي يوليها الدين الإسلامي للإنسان وللمعرفة، فقد حظيت مسألة التعليم بمكان بارز ضمن تعاليمه وأفكاره الأساسية.
التوجيهات القرآنية والنبوية بشأن العلم والمعرفة
حث الله تعالى عباده على طلب العلم والإقبال عليه في العديد من الآيات القرآنية؛ منها قوله عز وجل: "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" [العلق: 1،2] وقوله سبحانه وتعالى أيضًا: "
قيمة التعليم حسب الفقه الإسلامي وعلاقته بالعبادة
يمثل البحث المستمر بعد الحقائق الجديدة نوعا من أنواع العبادات الجليلة عند المسلمين حيث أنها تعتبر وفق بعض الفقهاء جزء أصيل من طاعة الخالق عز وجل نظرًا لأنه خلق الإنسان لغاية سامية وهي معرفته وطاعته والاستمتاع برؤياه يوم القيامة والتي ستكون مستحيلة بدون تطور دائم للمستوى المعرفي والثقافي لكل فرد. بالإضافة لذلك فإن المجتمع المسلم يعطي الأولوية لعناصر التربية الدينية جنبا إلى جانب مع التركيز الشديد على أهمية الأخلاق الحميدة والحكمة أثناء العملية التعليمية ككل.
تنظيم المؤسسات التعليمية والتوجيه العملي داخل البيئة الإسلامية
بالنظر للتاريخ يمكننا رؤية نماذج متعددة للمدارس التقليدية المتواجدة بكثرة قبل وبعد ظهور الدعوة الاسلامية المبكرة والتي كانت توفر نظام تشغيلا فنيا شاملا تحت مظلتها هذه المدارس تضمنت جميع جوانب الحياة اليومية للمتعلمين بدءاً بتعليم المهارات الاساسية وحتى تحقيق مستوى عالٍ من الثقافة العامة . ومن الأمثلة البارزة لهذه التجربة الصنف الذى عٌرف بالمرابطين وهو مصطلح يشير لمجموعة طلاب الإمام عبد الرحمن بن عبد الملك الزواوي الذين قاموا ببناء أول جامعة اسلامية خارج دائرة بغداد عام 697 ميلادية وانتشرت أفكارهم لاحقا لتصل الى مناطق مختلفة عبر شمال إفريقيا وآسيا خلال القرن الثالث عشر الميلادي ومابعده. وقد عرفت تلك الجامعات باسم "الزوايا" وكانت تقدم خدمات متنوعة بينها نشر الفكر والعلم والدعوة وسط جماهير السكان المحليين آنذاك وبالتالي تساهم فى رفعة وتقدم البلاد ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً أيضاً.
وفي وقتنا الحالي، استمرت جموع المسلمين الناشطين مؤآخراً باستحداث مؤسسات تعليمية جديدة تحترم خصوصيتها وتراثها الخاص بينما تتكامل أيضا مع نظم التعليم الحديثة الغربية وذلك بهدف الوصول لأفضل النتائج الأكاديمية ومستويات عالية من التأثير الثقافي المنتظر منها عموما.