• صاحب المنشور: فضيلة بن الطيب
  
  ملخص النقاش:
  تُشير التطورات الأخيرة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى فرص هائلة لتغيير جذري لقطاع الرعاية الصحية. من تشخيص الأمراض بدقة أكبر وتحديد أفضل لمستويات المخاطر الفردية حتى تحسين الكفاءة التشغيلية للمرافق الطبية، يساهم الذكاء الاصطناعي بتعزيز جودة الخدمة الصحية المقدمة للمرضى وتحقيق نتائج أكثر فعالية من حيث التكلفة. هذا القطاع الذي شهد بالفعل بعض الإنجازات المثيرة مع تطوير تقنيات مثل الروبوتات الجراحية الضوئية وأنظمة دعم القرار المبنية على الذكاء الاصطناعي، يحمل الكثير مما يمكن أن يُحدث ثورة حقيقة داخل نظام الرعاية الصحية العالمي.

التعرف الآلي على الصور: تطبيقات طبية مبتكرة

باستخدام الشبكات العصبية العميقة واستراتيجيات تعلم الآلة المتطورة، تمكن الباحثون حاليًا من تدريب نماذج للتعرف الآلي على صور الأشعة المقطعية والأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي بأشكالها المختلفة. هذه التقنيات القادرة على استخراج المعلومات والمعرفة الدقيقة من البيانات المرئية تتعدى بكثير قدرة الأطباء البشر الذين قد يمضون ساعات طويلة أمام شاشة المحلل الطبي. كما أنها توفر حلولًا ميسورة وبأسعار معتدلة خاصة عند تطبيقها كموارد محوسبة تعمل بنظام SaaS (برمجيات كخدمة) أو PaaS (منصة كخدمة). ويؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة سرعة الوصول إلى التشخيص الصحيح والملائم لكل حالة، مما يسهم في تحقيق أفضل النتائج العلاجية المحتملة.

استخدام المؤشرات الحيوية المستمرة عبر إنترنت الأشياء الحيوي

تتمثل إحدى الخصائص الأكثر أهمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن نطاق الرعاية الصحية في القدرة على جمع بيانات واسعة ومتنوعة ومراقبتها باستمرار، بالإضافة لإمكانية الاستجابة للتغيرات والتغييرات المفاجئة التي تصاحب الحالة الصحية للأفراد. إن قيام جهاز IoT متصل مباشرة بجسم الإنسان وجمع مؤشرات حيوية مختلفة -سواء كانت تلك الخاصة بمعدل ضربات القلب وضغط الدم والسكر وغيرها العديد من مقاييس الصحة الأخرى- أثناء وجود الشخص خارج بيئته المعيشية أمر ممكن الآن بفضل التطور الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحديث. وهذا الأمر سيغير طبيعة التواصل بين المرضى وممارسي الرعاية الصحية وكذلك طريقة مراقبة تقدم حالاتهم الصحية بطرق غير مسبوقة. ستوفر لنا الأدوات الجديدة الثورية هذه نظرة عميقة حول كيفية تأثير عوامل الحياة اليومية على صحة الأفراد وإمدادات الوصفات الطبية المناسبة بناءً على بيانات واقعية وليست اعتباطية، بل تستند لأحدث التقنيات العلمية المتاحة عالمياً.

التحليل التنبئي والأمان السريري باستخدام خوارزميات AI

يتجاوز الأمر مجرد تقديم المساعدة الأولية قبل وبعد الزيارة الطبية؛ ففي ظل ظهور عصر "التعلم العملياتي" تعتبر مراكز الرعاية الصحية الآن قادرة على خلق بيئات صحية مستقبلية ذكية