- صاحب المنشور: جمانة السهيلي
ملخص النقاش:
تسعى دول منطقة الشرق الأوسط إلى تحقيق الأمن الطاقي واستدامته مع مواجهة تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة. يلعب قطاع الطاقة المتجددة دورًا حاسمًا في هذا المسعى، حيث يوفر حلولاً للطاقة المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية الهدف الذي تسعى إليه الاتفاقية الأممية بشأن تغير المناخ COP28 القادمة التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة. رغم وجود فرص和责大 للاستثمار والتكنولوجيا، فإن المنطقة تواجه عقبات مثل انتشار التقنيات القديمة، وقلة الاستثمارات العامة والخاصة، وكذلك عدم كفاية البنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاق هذه الصناعة الناشئة.
1- الفرص:
* التوجهات السياسية الداعمة: اتخذ العديد من الدول خطوات جادة نحو استراتيجيات طاقة متجددة واضحة المعالم. فمثلاً، وضعت المملكة العربية السعودية هدفًا لزيادة نسبة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى أكثر من 50% بحلول عام 2030 ضمن رؤية 2030 الشاملة لها والتي تركز كذلك على جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز ريادة الأعمال المحلية. وبالمثل، حددت قطر هدفها بتوفير 100 ميجاواط من الطاقة الشمسية بحلول العام نفسه بينما يسعى لبنان حاليًا لتحقيق هدف الوصول بنسبة إنتاج الكهرباء عبر الرياح والشمس حتى 30٪ خلال عقد واحد انطلاقا من نهاية العقد الماضي. إن هذه السياسات المقترنة بموارد مالية واسعة تشكل أساس قوي لدفع عجلة تطوير مشاريع ذات حجم كبير كالبرنامج السعودي الضخم "مشروع نيوم" والذي يتضمن بناء مدينة مستقبلية تعتمد بالكامل تقريباً على مصادر نظيفة ومستدامة لإنتاج احتياجاتها العملية والبشرية كافة بعيداُ تماماُ عن الاعتماد على الوقود الأحفوري بكل أشكاله.
* انخفاض تكلفة تكنولوجيات الطاقة الجديدة: شهدت العقود الأخيرة تناقصًا ملحوظًا في تكلفة إنتاج الطاقة من موارد طبيعية غير قابلة للنضوب مقارنة بوسائل توليد أخرى اعتادت عليها ثقافة المجتمعات العربية لعشرات الأعوام مضت ومن المتوقع بقاء مسار الأسعار الحالي نزولي حتى وقت لاحق جدًا مما يسمح باستغلال كميات أكبر بكثير من أشعة الشمس وطاقة المياه المتحركة بدون ارتباط مباشر بإمكانيات الاحتياطي النفطي للدولة إذ يمكن اعتبار الأمر نوعا جديدا للمساعدات الخارجية المجانية لأبناء العالم العربي وغيرهم حول globe الأرض جمعاء نظرًا لمكانتهم الجغرافية الفريدة باعتبارها قطعة الحلوى الذهب فوق سطح الصحراء العربية الكبير. وتعد تلك الظروف البيئية مثالا فريدا لقدرتها الجذابة لجذب اهتمام رجال المال والمستثمرين العالمية.
* إلزام السوق: فرصة ثالثة وهي سوق العملاء الداخليين الذين باتوا مطلوب منهم تحمل مسؤوليات بيئوية جديدة فرضت عليهم بسبب ارتفاع تكاليف استخدام المحروقات التقليدية وأصبح لديهم إدراك واضح بأن هناك حلولا أفضل للعيش والأكثر اقتصادا بالفعل. ويلاحظ هنا تحول نموذج العمل التجاري والذي بدأ يشجع المصنعين وشركات الخدمات المختلفة داخل البلدان العربية للتوجه نحو البحث عن حلول مبتكرة تحقق وفورات عالية بالنفقات التشغيلية باستخدام تقنيات صديقة للبيئه وفي نفس الوقت توفر لهم مكانة رائدة وسط منافسين محلييين وعالميين يحاول كل طرف منها نفس الشيء لكن بدرجة أقل نجاعة.
2 - العوائق:
* افتقاد الخبرة المحلية: قد تعاني بعض الدول عجز عن امتلاك القدرة البشرية المؤثرة بصناعات التحويل والصيانة الخاصة بخدماتها الكهروضوئية أو الريحية وهذه نقطة ضع