- صاحب المنشور: عبد المحسن القيسي
ملخص النقاش:يواجه النظام التعليمي في البلدان العربية تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتعليم العالي، وهو أمر ينذر بتأثير عميق على مستقبل المنطقة. هذه التحديات متعددة الأوجه وتشمل الجودة ومستويات الوصول والتكلفة والتطوير المهني للأكاديميين.
جودة التعليم العالي
تعتمد جودة التعليم العالي إلى حد كبير على مدى قدرة الجامعات والمؤسسات الأخرى على تقديم برامج تعليمية تتسم بالإبداع والابتكار. وعلى الرغم من وجود بعض المؤسسات التي تتميز بإنجازاتها الأكاديمية البارزة، إلا أن العديد من الجامعات تواجه انتقادات بشأن نوعية التدريس وأبحاثها مقارنة بالمبادئ العالمية المعاصرة. كما تُظهر نتائج دراسة PISA (برنامج تقييم الطلبة الدولي) باستمرار ضعف أداء الطلاب العرب نسبيًا في الرياضيات والعلوم والقراءة، مما يشير إلى الحاجة الملحة لتحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس.
الوصول والشمولية
على الرغم من التحسن الذي تم تحقيقه مؤخرًا في مجال التنقل بين مراحل التعليم المختلفة، تبقى معدلات الالتحاق بمستوى التعليم العالي أقل بكثير عما هي عليه في الدول المتقدمة. وفي حين قد يعزى ذلك جزئيًا إلى القيود المالية والأسرية، فإن نقص الفرص التعليمية وبنية تحتية مؤسسية غير كافية يساهمان أيضًا بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم استبعاد الأقليات المحرومة، مثل النساء والشباب الريفيين، بسبب الاختلافات الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
تكاليف مرتفعة وأعباء مالية
ارتفاع الرسوم الدراسية وعدم توفر الدعم الحكومي الكافي للموارد يجعل الحصول على التعليم العالي مكلفًا للغاية بالنسبة للعديد من الشباب ذوي الدخل المنخفض. إن الفجوة الواسعة بين دخل الأسرة ومتوسط الأسعار الخاصة يمكن أن تؤدي إلى عدم المساواة وعدم القدرة على تحقيق فرص التعلم المستدامة داخل المجتمع المدني.
تطوير مهارات أعضاء الهيئة التدريسية
يشكل تأهيل وتدريب أعضاء هيئة التدريس قضية أخرى تلقي بثقلها على حلقات التواصل العلمي وتعزيز مكانته عالميًا. فمعظم الخبرات المهنية لأغلبية أفراد هذا الجهاز تأتي بناءً على تجارب شخصية محلية وليست مدعومة بدورات تدريبية منتظمة خارج الوطن؛ وذلك نظرًا لضعضعة الروابط الدولية لدى معظم جامعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تعمل كموانع أمام رحلات البحث والدراسات المشتركة مع نظرائهم الغربيين وهكذا تفشل تلك المنظومات برمتها بالتطور وفق الجديد تكنولوجيا وفكريا وانفتاح معرفيا وصلبا علمياً .
**المراجع**:
[1] منظمة اليونسكو - تقرير حول حالة التربية والثقافة للبلدان العربية لعام ٢٠١٨.
[2] المجلس الأعلى للجامعات المصرية - بيانات رسميه متعلقة بحجم الإنفاق العام علي القطاع التعليمي خلال الفترة الزمنية ١٩٩٧ حتى ۲۰۱۷
[3] شبكة المعلومات الوطنية الفلسطينية – الإحصائيات السنوية للإنتاج المعرفي للفلسطينيين منذ بداية الاحتلال الصهيوني عام ۱۹۶۷ jusqu'à aujourd'hui