• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تعتبر ثورة التكنولوجيا أحد أهم الأحداث التي شهدتها الإنسانية خلال القرن العشرين. لقد غيرت هذه الثورة مجرى الحياة اليومية بطرق عديدة، وامتد تأثيرها إلى القطاع التعليمي الذي يعد ركيزة أساسية لبناء المجتمعات المتقدمة. مع تزايد اعتماد المؤسسات والمدارس للتقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية وبرامج التعلم الإلكتروني وأجهزة الواقع الافتراضي والإثرائية، يواجه قطاع التعليم تحديات ومجالات جديدة تتطلب مراعاة متأنية لتحقيق الاستفادة المثلى منها. وفي هذا السياق يتناول مقالي التأثير المتعدد الجوانب للتكنولوجيا في التعليم التقليدي سواء كان ذلك في رفع الكفاءة أو تغييرات الهياكل الأساسية للمؤسسة التعليمية نفسها.

من ناحية ايجابية, يمكن لتلك التقنيات ان توفر حلول مبتكرة لمشكلة محدوديه الوصول الى المعرفة حيث تسمح بتوفير فرص تعليمية لأعداد أكبر من الطلاب حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً عن أماكن تلقي العلم التقليدية وذلك عبر أدوات افتراضيه متطورة كالواقع الوهمي والمعزز بالإضافة لإمكانية مشاركة المواد الدراسية بصورة رقمية مما يعني أيضا تقليل تكلفة إنتاج ونقل تلك المواد نظريا . كما تساهم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات بانشاء منظومات تعليم شخصي بمستويات مختلفة بناء علي قدرات كل طالب واحتياجاته الخاصة وهو أمر يصعب تحقيقه بنفس الدقه باستخدام طرق التدريس القديمة ذات الطبيعة الجامدة والتي تعتمد علی متوسط القدرات بين جميع طلاب الفصل الواحد.

على الجانب الآخر ، تواجه عملية دمج تكنولوجيات المعلومات الحديثة عدة عقبات تبدأ اولها بكلفته المالية المرتفعه نسبياً لشراء وصيانة الاجهزة والمعدات المتخصصة اللازمة لاستخدام بعض البرامج والتطبيقات بالإضافة لاحتياج ذلك الي كوادر بشرية مؤهله تدريبياً وفكرياً قادرة علي تطوير المناهج واستيعاب خصائص استخدام التقنية الجديدة داخل بيئة الفصول الدراسية التقليدية للحفاظ عليها فعاله وجذابة قدر المستطاع أمام شباب اليوم الذين ولجوا عصر رقمي منذ بداية حياتهم المبكرة ويعيشونه بكل تفاصيله يومياً خارج نطاق جدران المدارس الرسمية أصلاً.

وفيما يتعلق بالنقاط الأخلاقيه والأمانيه فان هناك مخاطر محتملة تتمثل بسرقه بيانات شخصية حساسة خاصة وأن أغلبية الشباب الحاليين يقضون وقت فراغ كبير منهم تحت مظلة العالم الرقمى ويستخدمون الإنترنت كبوابة رئيسيتها للوصول لكل أنواع المحتوي التعليمي وغيرeducational alike , الأمر الذي يشجع مؤسسات دوليه عملاقة علي فرض سيطرتها وتحكمها بخيارات المستخدمين نحو مسارات محددة مسبقا دون مرعاه لما يناسب الثقافات المحلية للقارئ الأصلي لهذه المعلومه بغرض تحقيق مكاسب ماديه قصيره المدى لصالح الشركات المنتجة بينما يتم اهمال جوانب أخري هامه كتوجيه التربوي العام للعقول الناشئه وانتشار فكر مغلوط حول قضايا اجتماعية وثقافية تمس هويتهم الذاتيه كمجموعة افراد ضمن مجتمع معروف بأصالته وقيمه التشريعات الدينية الاسلامية مثلا. لذا ينصح الخبراء باتخاذ إجراءات احترازيه مشدده لحماية البيانات والحفاظ علي خصوصيتها أثناء عمليات تبادل المعارف عبر الانترنت لمنع استخدامه بسوء قصد ضد مصالح البلاد القوميّة والمصلحة