- صاحب المنشور: عهد الجزائري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات جذرية بسبب ظاهرة العولمة التي أثرت على مختلف القطاعات الاقتصادية. ولا يختلف القطاع الزراعي بأفريقيا عن غيرها؛ فالعولمة قد طرحت مجموعة من التحديات والممكنات الجديدة أمام المزارعين. ومن منظورٍ شامل، يمكن تقسيم هذه التحولات إلى جانبين رئيسيين: الجانب السلبي والتأثير الإيجابي للعولمة.
الجوانب السلبية للعولمة على الزراعة الأفريقية:
- تكثيف التجارة الدولية: إن زيادة حجم التجارة العالمية له تأثير سلبي عندما يتعلق الأمر بالزراعة المحلية. فعندما تصبح الأسواق مفتوحة أكثر، فإن ذلك يعرض المنتجين الأصغر حجما مثل المزارع الصغير للمنافسة الشرسة مع العملاقين الدوليين الذين يتمتعون بموارد أكبر بكثير وبأسعار أقل نتيجة للإنتاج الضخم والاستخدام الكثيف للتكنولوجيا. وهذا يؤدي غالبا لتراجع إنتاجهم وتناقص إيراداتهم مما يدفع بعضهم للحلول محل منتجي الأغذية المستوردة.
- انتشار الأمراض النباتية: تتسبب حركة البضائع عبر الحدود في نقل الحشرات والأمراض المعدية بين المناطق المختلفة والتي قد تؤثر بشدة على محاصيل زراعية كاملة. ولأن أغلب سكان القرى يعتمدون كليا أو جزئيا على تلك المحاصيل لإعالة عائلاتهم، فقد تشكل هذه المشكلة الصحية تهديدا وجوديا لهم.
- القمع البيئي: فرغم كون استيراد المواد الغذائية الحديثة يعني قدر أكبر من التنويع في النظام الغذائي للناس، إلا أنه يحدث تدميرا بيئيا هائلا عند تصنيعه واستيراده. ويتعرض البيئة الطبيعة لأذى كبير جرّاء استخدام المبيدات الكيميائية الضارة وإزالة الغابات لفتح مساحات واسعة للزراعة المكثفة. كما أنها تعتبر ذات تكلفة عاليه بالنسبة للدولة المضيفة حيث تستنزف أموالا طائلة لدعم الاستعمال المحلي لهذه المنتجات المدمرة صحياً.
- التبعية للاقتصاد العالمي: تخلق حالة الاعتماد المتزايدة للقارتين على محور واحد وهو السوق الدولي حالة عدم ثبات اقتصادي ينتج عنه اضطرابات وعدم بقاء مستدام للأعمال التجارية الصغيرة داخل المجتمع المحلي خاصة فيما يتعلق بطرق التسويق والصناعة. فتواجه المؤسسات الريفية صعوبات كبيرة حين تغير الظروف عالمياً، كالزيادة المفاجئة لسعر النفط مثلاً والذي يشجع شركات الطاقة العالمية لشراء كميات كبيرة من الأرض لاستغلال مواردها الخام عوضاً عن استخدامها لممارسة نشاط زراعى.
الجوانب الإيجابية للعولمة على الزراعة الأفريقية:
- فرص التعليم والتدريب: يعد أحد أهم الآثار الإيجابية لعولمة مجال الزراعة هو تضمين أفكار حديثة وطرق مبتكرة لإدارة هذا المجال الحيوي. فقد أصبح الوصول المعلومات والمعارف التقنية جزء أساسي من أي مجتمع حديث يرغب بتطوره وتحسين مستوى معيشته. لذا توفر بنوك المعرفة العربية والعالمية فرص التدريب والشهادات الاحترافية للشباب المتخرج حديثًا المهتم بالمجال الزراعي سواء كان يعمل ضمن مؤسسة حكومية أو شركة خاصّة صغيرة.
- استثمار رأس المال الأجنبي والاستقلال الاقتصادي: تساعد عمليات تبادل الرساميل والاستثمارات الخارجية السوق الطموحة داخل البلدان المتخلفة على تطوير آليات صناعية متطورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والإبداع المنتج الوفير. فتستطيع مبادرات دمج العلم الحديث وأحدث وسائل الاتصال تعزيز مهارات العاملين وزراعة نمو قوي للاستثمارات الخاصة الجديدة تدريجيا عبر نموذج الأعمال الناشئة.
- تحسين نوعية الحياة البشرية: تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية الأخرى للعول