- صاحب المنشور: عبد الرؤوف بن عطية
ملخص النقاش:
إن تحقيق التوازن الصحيح بين الحياة الشخصية والمهنية أصبح أكثر تعقيداً مع تزايد دور التقنية وتدفق المعلومات المستمر. هذا المقال سيناقش كيف أدت الثورة الرقمية إلى خلق ضغوطات جديدة على الأفراد، وكيف يمكننا تحديد هذه المشكلات واستخدام الحلول الفعالة لإعادة بناء توازن غير مضطرب.
**التأثير السلبي للرقمنة على التوازن المهني الشخصي:**
في السابق، كانت حدود الفصل بين العمل والحياة الشخصية واضحة نسبياً؛ حيث يتوقع الموظفون الوجود في مكان عمل محدد خلال ساعات محددة ومن ثم الانقطاع تمامًا عند مغادرة الموقع. ولكن اليوم، تغيرت الأمور بشكل جذري بسبب التكنولوجيا الحديثة. الآن، يعمل الناس غالباً من المنزل أو حتى أثناء التنقل باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الذكية التي توفر الوصول الدائم لرسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية وأعمالهم الأخرى. وهذا يعني الضغط الزائد الذي يشعر به الكثير ممن يعانون من عدم قدرتهم على فصل حياتهم الخاصة عن حياتهم العملية.
ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة Gallup عام ٢۰۲۰، وجدت أن حوالي ثلثي العاملين يشعرون بالإرهاق نتيجة عملهم - وهي ظاهرة تُعرف باسم "إرهاق الإبادة". ويقول ستيفن كوجان، مؤلف كتاب The Distracted Mind: Ancient Brains in a High-Tech World إن الإلهاء الناجم عن الوسائط الاجتماعية والتطبيقات يجعل التركيز مستحيل تقريبًا ولا يسمح بفواصل زمنية منتظمة تسمح بإعادة الشحن والاسترخاء.
**العلاج: استراتيجيات إعادة توازن الحياة:**
- وضع الحدود: حدد وقتا ثابتًا كل يوم لتسجيل الخروج من جميع حسابات العمل الإلكترونية واتخاذ قرار بعدم التحقق منها إلا ضمن نطاق الوقت المرخص له. اطلب دعم زملائك أو رئيسك في العمل لهذا القرار واحترم ذلك بالنسبة لك أيضًا.
- استراحة المنتصف: خذ فترات راحة قصيرة ومتكررة لبناء المسافة النفسية والفعلية بعيدا عن الشاشة. قد يبدو ذلك تشتيت انتباه لكنه يساعد عقلك على الفرز وإعادة تنظيم أفكارك بطريقة فعالة.
- تنظيم جدول الأعمال: خططي لجداول أعمالك اليومية بشكل فعال لتوزيع مسؤوليات مختلفة عبر أيام الأسبوع المختلفة. مارسِ نشاطا مختلفاً خارج مجال تخصصك مثل القراءة أو التأمل أو أي نوع آخر من الترفيه المنظم.
- تعزيز التواصل الاجتماعي: عززي ارتباطك بالأصدقاء والعائلة وانضمي لنادي اجتماعي أو مجموعة هواية تساعدك في الاستمتاع بروتين رحلات جديدة ومختلفة مما يجذب اهتمامك وينسيك هموم العمل لفترة قصيرة.
- اختبار تجارب شخصية: اعلمي قيمة وجود مساحة خاصة بك وحددي مقدار الراحة المطلوب لتحقيق طاقتك القصوى لكل مهمة تقومين بها سواء أكانت متعلقة بمجالك أم بمشاركة أفراد عائلتك. حاولي توفير نظام دعم داخلي وخارجي يساند جهودك نحو هدف حياة متوازنة مستقلة ذاتيا.
- طلب المساعدة الاحترافية: إذا شعرت بأن الأمر خرج عن سيطرتك ولم تعد قادراً على التعامل معه بنفسك، فلا تتردد بالسعي للحصول علي مشورة اختصاصيين ذوي خبرة في مجالات الصحة النفسيه او الادارة الذات