في سياق مجتمع المسلم في ألمانيا حيث يوجد مسجد يؤدي فيه المصلون الصلوات اليومية بشكل منتظم، ظهرت قضية مثيرة للجدل تتعلق برجل ألماني ليس مسلميًا ولكنه يرتبط بالمسجد. رغم عدم قبوله للإسلام، إلا أنه يتحرّك بحرية ويلتحق بالمصلين بدون أداء الطهارة اللازمة -الوضوء-. هذه الحالة أثارت تساؤلات حول كيفية التصرف القانوني والشعوري تجاه مثل هذه الحالات.
وفقًا للشريعة الإسلامية، يمكن لمن هم خارج دائرة الإيمان الإسلامي دخول المساجد بشرط ألّا ينشغلوا بتدنيس المكان باستخدام أحذيتهم وغيرها من الأشياء التي تعتبر محظورة داخله. هذا النوع من الدخول يسمح به إذا كانت هناك ضرورة شرعية تستلزمه أو حاجة ملحة لذلك. ومع ذلك، فإنه من الواضح أيضًا أنه لا يستحب لهم مراقبة تأدية الصلاة من مكان قريب وبصورة مستمرة، لما قد يثير من شكوك واستغراب لدى المصلين الآخرين الذين يرون تعظيم تلك الشعيرة المقدسة.
بالنسبة لسلوك هذا الشخص الغير ملتزم بطقوس الطهارة قبل الصلاة، فتلك حالة تستدعي التدخل الفوري وفقًا للمبادئ الإسلامية. فالطهارة شرط أصيل لصحة الصلاة حسب الشرع الإسلامي، وهي قاعدة عامة تنطبق على جميع المؤمنين بغض النظر عن جنسياتهم أو معتقداتهم الأصلية. فقد ذهب عدد كبير من الفقهاء إلى القول بأن الكافر معرض للامتثال لفروع التشريع الإسلامي، بحيث يلحقه نفس التحريم والحظر المفروض على المسلمين. ومن ثم، فإنه مخالف لشرائع الدين أن يقوم المرء بالصلاة بلا غسل ونقاء مناسب للجسد والعضو المصلي.
إذا افترضنا وجود نية صادقة خلف تصرفاته المضطربة، فسيكون موقفنا تجاهه متساهلاً نسبيًا ونسمح له بمواصلة التنقل ضمن حدود حرم المسجد تحت رقابة مشددة وحذر مطبق لتجنب وقوع أي انتهاكات جديدة. بينما لو ثبت تمسكه الراسخ برفضه لعبودية الرب عز وجل وشروطه الروحية، هنا تبدأ مرحلة مختلفة تمام الاختلاف. وفي ظل الوضع الحالي الذي تشكل فيه خطر انتشار الأفكار الساخطة ضد أهم عناصر ديننا وممارسات عبادتنا، يبدو منع حضور هؤلاء الأشخاص الأوفياء لاسلوب حياة آخر أفضل طريقة ممكنة للتعبير عن رفض هذه الأعراف والسلوكيات المسيئة المتعمدة. بالإضافة لذلك، هنالك اعتبار هام يتمثل بكيفية التأكد العلمي والتأكيدي بشأن هويته الشخصية وتعريف دوافعه النفسية الداخلية والغايات المعلنة بالنسبة لهذا السياق المحدد. إذ من المحتمل جدًا أن تكون نيته حقيرة وخبيثة عندما يقدم نفسه كمصدر إلهام وهواء منعش لعناصر مشوشة داخل الصف الإسلامي الرئيسي بسبب عوامل خارجية مؤثرة مؤقتاً فقط. بناء عل هذا التفكير التجاري الذكي المجتمعي الثقافي المختلف جذروه مؤسسي وطائفة فريدة ذات نظر خاص للعالم الطبيعي الإنساني الاجتماعي, فأمر بالتطبيق الأمني الرقابي المراقبي المستقبلي الوقائي المناسب بناء علي تقديراته الخاصة وليس نشر الفتاوى القديمة القديمة جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا!!!.
خلاصة الأمر تتمثل باتباع سياسة الباب المفتوح نحو الجميع باستثناء أولئك المجاهرين بمعاندتها وجهارتهم بها، وذلك وسط توازن عميق وغموض شديد بين حرية الرأي والفداء الوطني والديني العام للأجيال القادمة والمستقبلية المنتظره لها!!!! (النهاية)