لماذا لم توجد عصور وسطى إسلامية؟
قدم لنا المترجم عبد السلام حيدر @DrHeder هدية قيمة بنقل كتاب توماس باور إلى العربية حيث حافظ على دقة التعبير وسلاسته، والكتاب مفيد للمتخصصين الذين ينساقون وراء التقسيم الأوربي لتاريخ أوروبا ويطبقونه دون ترو على تاريخنا العربي والإسلامي = https://t.co/Y9r6WMNiNl
يتميز الكتاب بأنه نقد عقلاني ذكي وساخر للأحكام الغربية المسبقة حول الإسلام وتاريخه.
يقدم توماس باور الفصل الأول بأمثلة طريفة وهي:
"كان شارلمان حاكماً أوروبياً مهما من عصر مملكة تانج الصينية"
والعبارةالاخرى "كان هارون الرشيد حاكماً شرق أوسطياً مهماً في فترة العصور الوسطى" ==
كلتا الجملتين صحيحتان لكنهم بلا معنى لأن أثر مملكة تانج لم يتعدى الصين، وكذلك لفظ العصور الوسطى هو ابن بيئة أوروبا ولا يدل على عصر هارون الرشيد.
ثم يقدم توماس باور ستة أسباب لعدم صحة إطلاق لفظ العصور الوسطى مثل عدم الدقة، وكون بدايات العصور الوسطى الأوربية ليست بذات دلالة عربيا
السبب الثاني هو الاستنتاجات الخاطئة التي تحدث بعد ذكرنا كلمة عصور وسطى إسلامية، تلك الافتراضات عما هو قروسطي لا تنطبق على العالم الإسلامي تاريخيا، تجربتنا الدينية في العصور الواقعة في ما يسمى بالعصور الوسطى تختلف عن علاقة أوروبا بالدين
هناك الازدراء الذي نشعر به عندما نطلق المطلح
فهو ليس مصطلحاً بريئاً، فهو قرين الظلام الحالك ومحاكم التفتيش وسيطرة الدين، وهو نقيض عصر الأنوار، ودلالة المصطلح السلبية تظلم تجارب المسلمين التاريخية.
يقوم توماس باور بنقد المركزية الأوربية في رؤية تاريخ العالم وكون المصطلح يحمل نبرة إمبريالية، فإن وصم كل من أفغانستان والعراق