- صاحب المنشور: عفيف بن زكري
ملخص النقاش:
تُعدّ علاقة العلوم الدينية مثل الفقه والأخلاق بالعلوم الطبيعية موضوعًا مثيرًا للجدل منذ قرون. هذا الحوار ليس جديدًا ولكنه مستمر ومهم للغاية نظرًا لتداخلاته المتزايدة مع مجتمع اليوم المعاصر. يتناول البعض هذه المسألة كوحدة متكاملة بينما يميل آخرون إلى اعتبارها مجالات مستقلة ومتناقضة تارة أخرى. دعونا نستكشف وجهتي النظر الأساسيتين هنا.
من جانب مؤيدي التكامل، يتم التأكيد على قدرة العلم والدين على العمل جنبًا إلى جنب تعزيزهما بعضهما بعضا. يشير هؤلاء إلى العديد من القواسم المشتركة؛ فكلتا المجالين يدعوان إلى البحث المستمر عن الحقائق والمبادئ الأخلاقية الإيجابية للأفراد والمجتمع ككل. يمكن رؤية ذلك مباشرة عبر التاريخ الإسلامي حيث كان علماء الدين والعلماء يجلسان سويا لمناقشة مسائل مختلفة تتعلق بالحياة الواقعية والتطورات الجديدة التي كانت تحدث آنذاك. بالإضافة لذلك فقد شجع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على طلب العلم والمعرفة دون تحديد نوع خاص منهما. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (سورة العلق الآية الأولى)، ويحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين قائلا:"طلب العلم فريضة على كل مسلم".
وعلى الجانب الآخر هناك الذين ينظرون للعلاقة بانطباع سلبي أكثر. بالنسبة لهم فإن تحقيق تقدم علمي حقيقي يتطلب دراسة العالم كما هو بدون فرض حدود دينية أو فلسفية قد تحجب الرؤية الصحيحة. وقد ذهب البعض نحو اتهام الدين بالتسبب بتوقف النهضة الإسلامية بعد سقوط الدولة الأموية بسبب منع نشر كتب الرياضيات والفلك وغيرها مما اعتبر مخالف لدين الإسلام في حينه حسب رأي تلك الأقلية المذكورة أعلاه والتي يبدو أنها تستند لحكم تاريخي موجز وليس لقراءة شاملة لواقع تلك الفترة الزمنية الطويلة والمعقدة بحقبة الخلافات والحروب والصراعات السياسية الداخلية والخارجية المؤثرة بشدةعلى مسار الأحداث العامة للحضارة العربية والإسلامية خلال القرن الخامس الهجري وما قبل وما بعد أيضا . غير أنه ومن ناحية اخرى ثمة تشابه عميق بين رؤى ديننا الاسلامى وعلم الكون مما يعزز فكرة تكامل هذين النظامين المعرفيين الكبيرين عوضا عن تضاديهما الذى قد يؤدي للإفتراق وانقطاع التواصل المفيد والعلاقات الصحية المبنية علي الاحترام المتبادل لكل جهة وفكرته الخاصة بها طالما بقيت داخل اطر الشرعية وبمعايير أخلاق وقيمي ثابتة وثابتة لدى الفريق الأول المحافظ لنظامه العقائدي الأصيل محافظا اياه ضد المغالطات والمعاندات الخارجية الضالة المنحرفه عنه بإعتباره مرجعيته الاسمى المدافعه الوحيده له والذي تدعمه قيمه وتعاليمه الهائلة القدر المقدسه عند جميع فرق واحزاب المؤمنين به حق الي يوم البعث يوم القيامة انشاءالله تعالى!
وفي النهاية يبقى الأمر محل نقاش دائر حول كيفية التعامل المثالي لهذه المسائل ذات الأبعاد المختلفة والتي تؤثر