- صاحب المنشور: وفاء الدين الزاكي
ملخص النقاش:
تعكس تعاليم الدين الإسلامي اهتمامًا عميقًا بالبيئة وتشجع على استخدام موارده بحكمة وعدالة. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية الحفاظ على البيئة ورعايتها باعتبارها جزءًا مهمًا من مسؤوليات الإنسان تجاه الخالق. يوضح هذا المقال كيف يمكن للإسلام توجيه نهج شامل للتنمية المستدامة التي تلتزم بالحفاظ على موارد الطبيعة مع تحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي.
الوعي الإلهي بالبيئة في الإسلام
عززت التعاليم الإسلامية باستمرار فكرة المسؤولية البشرية تجاه البيئة منذ البداية. قال الله تعالى في سورة المؤمنين الآية 21: "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ". تشمل هذه المسؤولية احترام النظام الطبيعي واحترامه كهدية من الله للعالم. يعلمنا الإسلام أن الأرض ومواردها ليست ملكا لنا بل هي وصاية علينا نقوم بها بإخلاص نيابة عن خالقنا.
الأخلاق البيئية في المجتمع المسلم
لقد أدى فهم المسلمين لهذه الوصاية إلى إنشاء مجتمع يتميز بتقاليد متأصلة في الاستخدام المتوازن والمستدام للموارد. فعلى سبيل المثال، يحظر حظر قطع الأشجار بلا داعٍ أو تدمير الحياة البرية بدون سبب شرعي. كما يشجع الإسلام زراعة الأراضي غير المستخدمة لتعزيز الثروة الزراعية وتعظيم إنتاج الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقبل القيود المفروضة خلال مناسبات دينية مثل شهر رمضان تؤدي بشكل طبيعي إلى الحد من استهلاك الموارد وغيرها من جوانب المعيشة المعاصرة.
الجوانب الاقتصادية والإنسانية للتنمية الصديقة للبيئة
يمكن للنظام الديني أيضًا توفير إطار لمواءمة التطوير مع الاعتبارات البيئية. تحفز اقتصاديات السوق نمو الأعمال التجارية حتى لو كان ذلك على حساب التأثيرات الضارة على البيئة. بالمقابل، قد يخلق منهج قائم على مبادئ الإسلام توازنًا حيث توفر رعاية الموارد والتوزيع العادل فرصة أكبر للأسر الفقيرة لتحسين ظروفهم المعيشية بينما تضمن عدم تفاقم المشاكل البيئية. وبالتالي فإن التقليد الاسلامي لتقديم الصدقات يساعد أيضا على تخفيف الفقر وخلق بيئة أكثر عدلا واستدامتها.
تحديات الواقع الحالي وكيف يتجاوزها الإسلام
ومع ذلك، تظهر الكثير من مجتمعات اليوم خلافات جذرية مع المقاييس الثقافية والعقائدية الأساسية للدولة الإسلامية بشأن التعامل مع البيئة. لكن من الناحية العملية، يمكن النظر إلى الأحكام الشرعية للاستخدام الأمثل لموارد العالم كموجه لدول ذات أغلبية مسلمة في اعتماد سياسات وممارسات صديقة للبيئة. وذلك لأنه بالإضافة إلى كون هذه