- صاحب المنشور: القاسمي بن زروق
ملخص النقاش:
تواجه المنطقة العربية اليوم ازمة تعليمية متعددة الأوجه تحتاج إلى انتباه جاد وتدخل فوري. هذه الازمة ليست مجرد تهديد للتعلم الأكاديمي وإنما هي أيضا مؤشر خطير على الفشل المؤسساتي والتنموي الذي يمس جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية. يمكن تتبع جذور المشكلة الى عدة عوامل رئيسية تشمل نقص التمويل الحكومي الكافي، عدم كفاية التدريب والتطوير المهني للمعلمين والمعلمات، سوء البنية التحتية لبعض المدارس وعدم توافق المناهج مع المتطلبات المتغيرة للسوق العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي المؤثرات الثقافية والاجتماعية مثل التسرب المدرسي المرتبط بالزواج المبكر أو العمل المبكر لدى الفتيات الصغيرات والأخطاء التربوية داخل الأسرة إلى تفاقم الوضع. كما تلعب التقنيات الحديثة دوراً حاسماً في تغيير كيفية التعامل مع العملية التعليمية؛ مما يتطلب تطويراً مستمراً للنظم الحالية لتكون أكثر تفاعلاً وجاذبية للشباب الذين ينشؤون ضمن عالم رقمي سريع الخطى.
وعلى الرغم من هذه العقبات العديدة، هناك أيضاً أمثلة ممتازة لإصلاحات ناجحة شهدتها بعض الدول مثل قطر والإمارات التي استفادت من الاستثمار الذكي في مجال التعليم. وقد حققت هذان البلدين تقدماً ملحوظاً عبر خلق بيئة مواتية للأبحاث العلمية وتعزيز القدرة البحثية بين طلبتهم. ومع ذلك، فإن الرحلة نحو تحسين النظام التعليمي العربي تبدأ بتغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم نفسه وجعله أعلى قائمة الأولويات الوطنية. فالاستمرار في حالة الجمود سيترتب عليها عواقب وخيمة ليس فقط على الأفراد ولكن أيضًا على رفاهية الأمم بأسرها. لذلك، يجب وضع حلول عملية ومستدامة للتغلب على هذا التأخر وبناء جيل قادر على مواجهة تحديات القرن الحالي والمقبل بإيجابية واقتدار.