- صاحب المنشور: فكري بن موسى
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تطوراً هائلاً في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) خلال العقود الأخيرة. وقد امتد هذا التقدم إلى مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية حيث بدأ يتضح دوره الواعد في الارتقاء بتقديم الخدمات الطبية وتحقيق نتائج أفضل للمرضى. يمكن تقسيم تأثير AI على ثلاث محاور رئيسية: الدعم التشخيصي, التحليل البيولوجي والبيانات الصحية الشخصية والاستخدام المستقبلي للذكاء الاصطناعي في البحث الطبي وتطوير علاجات جديدة.
- الدعم التشخيصي: يعدّ التشخيص المبكر أحد العوامل الحاسمة التي تحدد فعالية أي علاج طبي. يستطيع الذكاء الصنعي المساعدة بشكل كبير هنا وذلك عبر تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بالأمراض والأعراض المختلفة باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. فمثلا؛ قد يتمكن نظام ذكاء اصطناعي مدرب خصيصًا لتشخيص أمراض القلب من تحديد علامات مرض معين بمستوى دقة يفوق البشر العاديين بكثير. بالإضافة لذلك، يمكن استخدام هذه التقنية أيضًا لدعم قرارات الأطباء عند مواجهتهم لحالات طبية غير واضحة أو نادرة الحدوث.
- التحليل البيولوجي والبيانات الصحية الشخصية: تحتوي بيانات المرضى بكل تفاصيلها مثل التاريخ المرضي والعادات اليومية وعوامل الخطر وغيرها الكثير –على معلومات قيمة تساعد الأطباء والمختبرات العلمية لفهم العمليات الفيزيولوجية والجينية للأمراض بصورة أكثر شمولاً وبالتالي إنتاج أدوية واستراتيجيات وقائية تستهدف حالات محددة ومخصصة لكل شخص حسب حالته الفريدة. يُعتبر علم الجينوم البشري مثال حي لما حققه الذكاء الاصطناعي حتى الآن والذي سيستمر بالتطور مستقبلاً عندما تصبح كميات المعلومات الضخمة متاحة ومتاحة للاستفادة منها بشكل فعال.
- الاستخدام المستقبلي للذكاء الاصطناعي في البحث الطبي وتطوير علاجات جديدة: إن قدرة آلات تعلم التعلم بالإشراف ستتيح الوصول لمجموعات كبيرة جدًا من التجارب السريرية مما يعزز بالفعل الاكتشافات الجديدة داخل مجالات الطب وأبحاث الصحة العامة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الصحية المعاصرة كتلك المرتبطة بأوبئة الأمراض المعدية كفيروس كورونا كوفيد -١٩ الذي فرض تحديًا عالميًا ملحوظا أخيرا وهو الأمر الذي يؤكد أهميه الاستثمار في مشاريع مشابهه لتحسين جودة الحياة الإنسانية والحفاظ عليها ضد العديد من المخاطر المحتملة مستقبلآ بإذن الله.
