في الحديث الذي رواه ابن عمر، حيث يقول: "إنما كان الأذان على عهد رسول الله مرتين، ... وإذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة"، هناك بعض الاحتمالات التي يمكن النظر فيها لتفسير هذه العبارة. أولاً، قد يكون هذا التصرف - أي الانتظار حتى تسمع الإقامة قبل الوضوء والخروج إلى الصلاة - حدث بين بعض الصحابة بسبب ظروف خاصة مثل وجود عذر أو ظرف خارج عن السيطرة. ولكن يجب التنويه هنا إلى أن الوصول إلى الصلاة أثناء أدائها أمر مستحب للغاية.
ثانياً، ربما يكون ابن عمر نفسه فعل ذلك عندما كان أصغر سنياً ولم يكن جزءاً من الكبار الذين اعتادوا حضور وقت مبكر للمسجد. فقد ولد ابن عمر بثلاث عشر عاماً حسب التاريخ الإسلامي المعتمد, مما يشير إلى امكانية عدم قدرته القيام بالأداء المنتظم لبداية الصلاة.
ثالثاً، نظر البعض إلى طول الوقت الذي كان يقضيه النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة خلال صلاته كسبب لذلك. حيث يمكن لمن يصل متأخراً قليلاً بعد سماع الاغلاق (الاغلاق الثاني للأذان), أن يستطيع اللحاق بالتجمع والاستعداد لإكمال باقي مراحل الصلاة بدون تأجيل كبير لها.
بناءً على تلك التفسيرات المحتملة وغيرها، فإن هذا الحديث لا يعد دليلاً على تقاعس الناس عن أداء واجباتهم الدينية. بدلاً من ذلك، يعكس مرونة التعامل مع الظروف الفردية والتفاوتات البشرية ضمن حدود تعليم الدين الاسلامي. إن أفضل طريقة هي الاستمرار في السعي لأجل تحقيق البركة والعظمة لكل عمل صالح نقوم به ، بما في ذلك التحلي بالإلحاح والحضور المبكر أثناء مواقيت العبادات الجماعية.