يوم أمس، سلمت حكومة حمدوك آخر معاقلها، رئاسة لجنة الأزمة الاقتصادية، إلى جنرال خالي كلية حربية، إن إتش، دقلو حميدتي. https://t.co/M8U8AbyUu8
لو جاز لنا وصف الفترة الواقعة بين ٦ مارس يوم تكوين هذه اللجنة، و ١٥ أبريل يوم تربع على رأسها حميدتي، بأنها فترة الاستسلام التام المشوب بالفرح لكل مواقع النفوذ التي من الممكن أن تجد عبرها الثورة وقواها مساحة للعمل والحركة. هذا إذا استخدمنا اللسان العفيف.
نتخلى عن الذوق والكوميديا ونقول الحقيقة: فترة ٦ مارس - ١٥ أبريل هي مرحلة الخيانة. خيانة مكشوفة بلا حياء.
ومثل هذه الخيانات دائما ما يحاط بدخان كثيف من الأكاذيب والابتسامات. والأكاذيب ضرورية لإلهاء الثوريين بينما تسل السكاكين لذبحهم وذبح الثورة.
ماذا جرى منذ ٦ مارس؟ نعود للأضابير. رفض الشارع بقوة حزمة التقشف الذي عرضها البنك الدولي على لسان البدوي. كان مجلس الوزراء بقيادة حمدوك في تلك اللحظة بالفعل في أزمة، ولكنها ليست أزمة الندرة في السلع، بل أزمة عجزه عن قيادة الشارع الثوري في اتجاه قبول خطة البنك الدولي. ...
فهذا هو الدور الذي نذر نفسه له. كونت هذه اللجنة للبحث عن شيء كان أمام كل الوزراء عاريا : المال الذي يحتاجه الشعب عند شريكهم الآخر، عند الجنرالات العسكريين. كانت مهمة اللجنة واضحة بالنسبة لحمدوك وهي مسح بوت العساكر "لعله يرأف" ويلقي بالبعض من الفتات ليرقع الميزانية، ...