لا تدع بائع الفجل يحدد قيمتك!
كانت مدينة سامراء في شمال بغداد مدينة علم، وفيها جامعة كبيرة، على رأس هذه الجامعة العلامة الكبير (أبو الحسن).
وكان أبو الحسن من ألمع رجالات الفكر في العراق، ولديه عدد كبير من الطلاب القادمين
من البلدان العربية المختلفة، ومن بين طلابه طالب فقير الحال https://t.co/gmSzuf0Di0
لكنه يحمل ذهنا متوقدا، وكان طموح الطالب هو أن يصبح أحد أعمدة العلم في العراق.
وفي يوم قائظ، خرج التلميذ الفقير من الدرس جائعاً إلى السوق، يحمل في جيبه فلساً ونصف الفلس، وكان يريد وجبة من الخبز والفجل، لكن تلك الوجبة تكلف فلسين.
اشترى بفلس واحد خبزة،ثم ذهب الى صاحب محل الخضروات وطلب منه باقة فجل قائلا:معي نصف فلس فقط فرد عليه البائع ولكن الباقة بفلٍس واحد!
قال الولد:سوف أفيدك في مسألةعلميةأو فقهية مقابل
الجزءالمتبقي من قيمة الفجل.فردعليه بائع الفجل:لوكان علمك ينفع لكسبت نصف فلس واكملت سعر باقة
فجل واحدة!
اذهب وانقع علمك بالماء واشربه حتى تشبع!
كانت كلمات البائع أشد وقعا من ضرب الحسام على نفسه الولد.فكر قليلا ثم قال لنفسه: نعم، لو كان علمي ينفع لأكملت به سعر باقة الفجل الواحدة نصف فلس! علم عشر سنوات لم يجلب لي نصف فلس! سأترك الجامعة، وأبحث
عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ما أشتهي.
بعد أيام من الغياب افتقد الأستاذ الكبير تلميذه النجيب، وفي قاعة الدرس سأل الطلاب: أين زميلكم المجد؟
فرد عليه الطلاب بأنه تخلى عن الجامعة والتحق بعمٍل يستعين به على ظروفه القاسية.
أخذ الأستاذ عنوان الطالب وذهب إلى بيته كي يطمئن عليه.