- صاحب المنشور: دانية بوزرارة
ملخص النقاش:
---
تعيد ثورة الذكاء الاصطناعي تشكيل العديد من جوانب حياتنا اليومية والتكنولوجية. بينما تُظهر تقنيات مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية تطورات مثيرة، فإنها تجلب أيضًا مجموعة جديدة تمامًا من التحديات المتعلقة بالأخلاق والمسؤولية الاجتماعية. هذه المواضيع الحاسمة تتطلب نقاشًا معمقًا لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وآمنة ومنصفة للمجتمع بأكمله.
**النزاهة والأثر الاجتماعي**
أولاً وأهم الأولويات هو ضمان نزاهة الذكاء الاصطناعي وعدم تأثره بالتحيز أو الانحياز غير الواعي داخل البيانات المستخدمة لتدريبه. هذا الأمر حيوي لمنع القرارات التي قد تكون متحيزة على أساس الجنس أو العرق أو الدين وغيرها من خصائص الفرد، والتي يمكن أن تؤدي إلى نتائج ظالمة وتفاقم عدم المساواة القائمة. كما يترتب علينا مراعاة الأثر الاجتماعي المرتبط بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة؛ ففي حين أنه بإمكان الروبوتات أداء أعمال روتينية بكفاءة عالية، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تسريح العمالة البشرية وقد يتسبب بانقسامات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وبشكل مسؤول.
**خصوصية البيانات والحريات المدنية**
يتعين علينا كذلك النظر بعناية فيما يتعلق بخصوصية البيانات واستخداماتها المحتملة بواسطة المنظمات والشركات الخاصة وكذلك الحكومات. إن جمع كميات هائلة من المعلومات الشخصية واتخاذ قرارات استنادًا إليها بدون موافقة واضحة وصريحة يشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الأفراد وسرية معلوماتهم. علاوة على ذلك، ينبغي وضع ضوابط قانونية ملزمة لحماية هذه الحقوق الأساسية وضمان احترامها حيثما كان ذلك ممكنًا وملائمًا ضمن بيئة عالم رقمية متزايدة التعقيد باستمرار.
**شفافية عملية صنع القرار**
من الضروري وجود شفافية تامة حول كيفية عمل نماذج الذكاء الاصطناعي وكيف أنها تستخلص الاستنتاجات بناءً على المدخلات المقدَّمة لها. وهذا يساعد الأفراد على فهم مصدر تلك القرارات وكسب ثقتهم بها بدرجة أكبر مما يعزز الثبات والاستقرار المجتمعيين والثقتين العامة والثقة المؤسسية جنباً إلى جنب مع تعزيز الشمول الإيجابي والمشاركة الواسعة لكل أفراد وشرائح المجتمع الإنساني بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية والعرقية والجندرية... الخ... فلابد إذَن من العمل المشترك بين كل المعنيِّين لتحقيق توازن مستدام بين تقدم التقنية واتساق قيم مجتمعنا الإنسانية الأصيلة المستمدة من دين الإسلام المبني على العدالة والكرامة واحترام حقوق الإنسان الأساسية والمتعارف عليها دولياً .