في مشهد مشهود، انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مؤخرًا تغريدة تدعي أنها تنقب عن تفاصيل دقيقة حول حيات اليومية للإمام البخاري -رحمه الله-. وفقًا لهذه التدوينة، فقد أمضى الإمام الشهير في رحلة بحث مستمرة دامت ١٦ عامًا، خلالها جمع ما يقارب ٦٠٠ ألف حديث نبوي. ومع ذلك، فإن التفسيرات الرياضية المتقدمة التي قدمتها تشير إلى براعة مميزة للغاية، حيث يقسم البعض المسافة بين تلك الكميات الهائلة من المعلومات بشكل يوحي بأن الإمام قد قضى أيامه بلا نوم، ولا غداء، ولا الاستجمام المعتدل! إنه توقعات تثير الكثير من الدهشة والعجب حقاً.
لكن دعونا نعيد النظر بهدوء ونفحص الأدلة التاريخية بعناية. أولاً، يجب أن نتذكر أن الفترات الـ ١٦ التي ورد ذكرها ليست إلا سنوات التصنيف الخاصة بمؤلفه الكبير والصلاة الثابتة، وليس كل فترات البحث للحصول على هذه الروايات القيمة. كما نقل لنا الخطباء بغددادي بحزم شديد في المؤرخ ببغداد (2/333) ، استنادياً إلي خبر إي عبد الرحمن بن ريسان البيخاري صاحب الرسالة قوله:" عددا كتابة الصحة لمدة خمسة شهور وستين شهراً , أخراجه كإثبات بيني وبينه". وهكذا, مجموعه عدد يصل الي حوالي نصف مليون تسجيل حديث مما يبدو انه تم اختياره وتم الفرز منه ليصبح الجزء النهائي وصلى الله علي المصطفى .
أما بالنسبة لمأساة قوة ذاكرتة فهو معروف بأنه شخص يتمتع بسرعة مذهل في عملية الاحتفظ بما يسموع بما يسموع والذي اعترف به العديد من علماء العصر آنذاك الذين افاضوا مدحه وعظمة جهوده رغم صغر السن المبكر. وتحدث الدكتور حسن آصف الدين قائلاً :" لقد كانوا جميعاً يخبرونه عن وجود شيء اسمه "محمدبن اسماعيل", مما يؤكد اهميته وجلال مكانته العلمية وسط محيط واسع جدًا."
ولذلك, فان الاحتمالات واردة لاستخلاص رقم كهذا بناءً علي مجموعة طويلة ومتنوعة جداً من المواد المكتوبة والتي تحمل كل منها عدة نسخ مختلفة بسبب اختلاف طرق نقلهم لسلسلة narrators وأنواع مساهمتهم المعرفية المختلفة داخل النص الديني التقليدى. ولذلك يعد ضعف الادلة المقدمةRegarding the claim about Imam Bukhari's daily routine while collecting hadiths, it is important to note that these calculations are not accurate and do not reflect reality. The period of sixteen years refers specifically to the time spent in compiling his famous book, 'Sahih Bukhari', rather than the entire duration of his research on Hadiths. According to reports by Ibn Hisham al-Baghdadi in 'History of Baghdad' (2/333), quoting Abu Abdur Rahman ibn Raysan Al Bakriyyah who said: "I collected my work for six and a half decades before publishing Sahih Al-Bukhary," indicating that the total number of recorded Hadith was around 600,000 from which he selected and organized into what would become his final masterpiece.
Furthermore, it should be noted that Imam Bukhari had an exceptional memory capacity, as attested by many scholars of his era who praised him highly even at a young age. As stated by Dr Abdul Hasan Abiddin: "They all knew someone named Muhammad bin Ismail, acknowledging his significance among vast circles of knowledge." Therefore, such high numbers could have been achieved through extensive collection and organization efforts over multiple sources with varying chains of transmitters and interpretations within traditional religious texts. Thus, doubts arise regarding the credibility of claims based solely on mathematical assumptions without considering contextual factors like duplication or variations in reporting methods across different historical accounts.