إذا بدأ المسلم في قراءة الفاتحة بعد نسيانه لدعاء الاستفتاح وقرّر الرجوع لقراءته لاحقاً، فإن حركته تلك ليست مشروعة حسب المذهب الحنبلي المتبع هنا. حيث تنص الفتوى أنه عندما يتم تفويت شيء واجب أو سنّة خلال أداء الصلاة ويتقدم المرء لبدء ركن آخر، يجب عدم الرجوع للمهمل السابق. هذا ما أكده الشيخ ابن عثيمين حينما بيّن أنّ "الذي ينسى واجباً أو سنّةً في الصلاة حتّى شرع بركنٍ آخَر، فسقط فعندها لا يرجع له". إذن، لو قررت العودة لاستئناف دعاء الاستفتاح عقب البدء بالقراءة الأولى لفاطحة الكتاب الإسلامي، ستكون خارج إطار الأحكام الشرعية المعتمدة. وفقاً لهذا المنظور، لا يوجد ضرر كبير فيما فعلته رغم كون تصرفك غير مستحب دينياً. فالتركيز الأساسي يكمن في ثبات هيئة الصف المرتبة التي تشكل جوهر الصلاة كما ورد تعريف التصحيح لها عبر تراثنا الديني القديم والمعاصر معاً. وبالتالي، فقد جنبت نفسك مخاطر البطالة بسبب نهجك الحالي وهو أمر محمود بكل تأكيد! ومع ذلك، تجدر بنا الإشارة أيضاً بأن بعض العادات الأخرى مثل إضافة كلام زيادة عن الحد المسموح داخل حدود الصلاة سواء كانت عبارات مترددة أم دعوات جديدة وغير مستخدمة أصلاً ضمن طقوس وقت الدعاء يمكن اعتبارها مكروهة عمومياً نظراً لعدم وجود دليل عليها تحديداً داخل النصوص القرآنية والسنة المطهرة والتي تعد مرجعيات أساسية لتوجيه المسلمين نحو طريق الحق والصواب. وفي الأخير وبعد تحقيق انتظام سير عمل الطقوس الرئيسية ذات الأثر الكبير في قبول الأعمال أمام الخالق عز وجل ، يبقى تسبيح التسبيحات (آمين رب العالمين) شعار الخاتمة المثالية لكل مواطن عبادة يؤديها المؤمنون بوحدانية وعظمة الله سبحانه وتعالى .
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات