التوضيح الشامل لحكم الاستثمار العقاري عبر نظام القرعة والتقسيط بدون بنوك: هل هو مشروع شرعًا؟

الحمد لله، لقد اتسمت طريقة التمويل العقاري المطروحة بالسؤال بالسلاسة والملاءمة للمستلمين المحتملين، حيث يُحدد الأفراد ميزانيتهم الخاصة ويتبعون إطار زم

الحمد لله، لقد اتسمت طريقة التمويل العقاري المطروحة بالسؤال بالسلاسة والملاءمة للمستلمين المحتملين، حيث يُحدد الأفراد ميزانيتهم الخاصة ويتبعون إطار زمني متفق عليه لسداد قيمة عقار ما بشكل شهري. ومع ذلك، عندما نفحص هذه العملية بعناية بناءً على الأعراف الإسلامية في مجال التجارة والاستثمارات، تبدو هناك بعض النقاط المثيرة للجدل والتي يجب توضيحها:

بالنظر إلى التفاصيل المقدمة، يمكننا تحديد ثلاثة أمور أساسية تتعلق بهذا النوع من العمليات التجارية قد تنطوي على مخاطر صحية قانونية ومالية:

١- المشكلة المتعلقة بسلف البيع:

تشير الفتوى المصاحبة للسؤال إلى أنه يجب تجنب التصرف كمصدر للقروض في ظل "سلف البيع"، وهو مصطلح يعكس وجود علاقة ذات طابع ربوي غير جائزة شرعا. عند النظر إلى الحالة الراهنة، يبدو أن الشركة تستقبل دفعات مقدمة -على الرغم من كونها صغيرة نسبيا- مما يعد شكلاً من أشكال السلفة الربوية بسبب كون الأموال مستخدمة للحصول على الفائدة لفترة طويلة تمتد حتى أربعة أعوام. وهذا يتعارض مع الحديث النبوي الذي يؤكد على حظر الجمع بين عملية البيع والقرض ("لا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ").

٢ - انتقال ملكية العقار:

جانب آخر مثير للاهتمام هنا يتعلق بالحفاظ على ملكية العقارات ضمن قائمة الأصول لدى شركة الوساطة حتى نهاية فترة التقسيط لدافعي الرسوم. إن إبقاء الأمر هكذا يعني ضمنا امتناع المدفوع له عن الحصول فعلياً على ملكيته القانونية للعقار أثناء سير إجراءات التسديد المرحلية. يستوجب الوضع الطبيعي لعلاقة البيع والشراء نقلا صحيحا وسلسّا للممتلكات المستهدفة حال دفع كامل تكاليفها مادياً وجواً بحسب الأحكام الدينية. لذلك فهو شرط حيوي لتجنب الخلط بين حالتي عدم التنفيذ والإيقاف المؤقت المفروض بموجبه الحفظ الاحتياطي للأصول لغاية موافاة جميع شروط الصفقة المالية المعلنة سابقا.

ختاماً...

تبقى حرمانية المشاركة في تلك المساعي قائمة لما توافره من وسائل دعم وتمويل ربحي مبتذلة وغير موثوق بها أخلاقيا ودينيا بالنظر لعدم رضا أهل العلم عنها وعدم تطابقها مع الآثار الإيجابية المرتبطة بالأعمال الخيرية المبنية على أسس واضحة وقواعد تسليم مباحة بكل جوانبها المادية والمعنوية. لذا فإن أفضل خطوات العمل هي ابتعاد الجمهور الراغب بجني مكاسب اقتصادية مشروعة عنه واستبداله بخيارات أخرى تعاونية ارتباطاتها أقل خطرية وضمانتها أكبر نجاعة وقداسة تجاه الحقوق المكتسبة والحريات الشخصية أيضا!


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات