• صاحب المنشور: عبد البركة العامري
  
  ملخص النقاش:
  لقد شهد القرن الحادي والعشرين ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، حيث أصبح الإنترنت والذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولم يكن القطاع التربوي بعيدًا عن هذه الثورة؛ إذ يتم استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي الآن لتحقيق مكاسب كبيرة في مجال التعليم. هذا الابتكار التكنولوجي يوفر فرصا متعددة لتعزيز جودة العملية التعليمية وتسهيلها.

من الأمثلة البارزة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم هي الأنظمة الآلية للمساعدة الشخصية ("chatbots"). هذه الروبوتات القادرة على محاكاة المحادثات البشرية يمكن أن تقدم المساعدة الفورية للطلبة فيما يتعلق بالواجبات المنزلية والشروحات الأكاديمية. كما تُستخدم أيضًا في تقديم الدعم النفسي والإرشاد الطلابي.

مثال: هناك مشروع تجريبي ناجح تم تنفيذه في جامعة كاليفورنيا بيركلي يستخدم "راندى" كنموذج لدعم اللغة الطبيعية لمساعدة الطلاب الجامعيين الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو مشاكل الصحة العقلية الأخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البرمجيات التي تعمل بتقنية التعلم الآلي تساعد المعلمين على تقييم أداء طلابهم بدقة أكبر. حيث تتمكن هذه التقنيات من تحليل البيانات الكبيرة مثل اختبارات الدرجات وتميز بين مدى فهم كل طالب واستيعابه للمادة.

ويتم كذلك تطوير نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد ثلاثية الأبعاد توضح المفاهيم العلمية والمعمارية بشكل أكثر فعالية مقارنة بطرق التدريس التقليدية. مما يسمح للطلاب بفهم مفاهيم معينة يصعب تمثيلها واقعياً داخل الصف الدراسي التقليدي.

بالإضافة لذلك، تتضمن فوائد تضمين الذكاء الاصطناعي في البيئة الأكاديمية القدرة على تصميم خطط دراسية شخصية لكل طالب بناءً على مستوى ذكائه وقدراته الخاصة وبالتالي تحقيق نتائج أفضل لدى هؤلاء الطلبة مقارنة بالأسلوب القديم الذي كان ينفع الجميع بنفس البرنامج التعليمي بغض النظر عن اختلاف قدرات ومستويات ذكائهم.

ومع ذلك، رغم كل تلك المنافع إلا انه يوجد بعض القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الصناعي في المنظومة التعليمية والتي تحتاج لمناقشة مستفيضة ومن أهم هاتي القضايا:
1) تأثيرات الذكاء الاصطناعي المحتملة على وظائف الإنسان وعمل المعلمين.
2) المخاطر الأمنيه المتعلقه بسرقه بيانات طلبتنا وأمان المعلومات الخاصه بهم عند نشر نظام مدعوم ببرامج حاسوبه ذات قدره عاليَّة عليَ التعلم والتكيف مع المستخدم عبر الزمن مثلاً.

وفي النهايه يبقى موضوع الاستفادة الامثل من احدث ابداعات عصر الانسان لما سيخلفه لنا بحلول نهاية قرن جديد مليء بالتحديات والمجهول اللذي يحتاج الي رؤيا واضحه وشجاعة لاستثمار امكاناته لأقصي حدوده لصالح مجتمعات المستقبل.