- صاحب المنشور: الطاهر البدوي
ملخص النقاش:
تشكل مسألة حق الفرد في التعليم واحدة من أهم القضايا التي تؤثر على المجتمعات حول العالم. يعتبر التعليم محوراً أساسياً لبناء مجتمع متطور ومتعلم، حيث يساهم في تطوير المهارات والمعرفة مما يؤدي إلى فرص عمل أفضل وتحسين جودة الحياة عموما. ولكن رغم هذا الدور المحوري, فإن العديد من الأفراد حول العالم لا زالوا محرومين من حصولهم على تعليم جيد وبسبب ذلك ينقصهم الفرصة للمشاركة الكاملة والمستدامة في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
في الواقع, يعاني حوالي مليار شخص بالغ حول العالم من عدم القدرة على القراءة والكتابة وفقًا لتوقعات اليونسكو لعام ٢٠١٦، وهذا الرقم يتضاعف عندما نتحدث عن البنات والسكان الريفيين والإثنيات والأقليات المهمشة الأخرى. هذه البيانات تشير بقوة إلى وجود فجوات كبيرة داخل الأنظمة التعليمية العالمية والتي غالبًا ما تتركز حول الوصول العادل والحماية القانونية للحق في الحصول على التعليم.
بالحديث عن الحق في التعليم كحق أساسي للإنسان, فهو معترف به بشكل واضح بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ١٣٨ بشأن الحد الأدنى للعمر ومناهضة عمل الأطفال. لكن التطبيق الفعلي لهذه الاتفاقيات ليس ثابتاً عبر جميع الدول والجماعات. هناك تحديات عديدة تواجه تحقيق حق كل طفل وشاب وشاب بالغة في تلقي تعليم ذات نوعية عالية وفي بيئة آمنة ومحفزة وتعزيز دمج الناس ذوي الإعاقات بصورة كاملة ضمن النظام التعليمي.
تختلف الجوانب المتعلقة بتوفير حق الحصول على تعليم عالي الجودة وتشمل بناء المدارس والبنية التحتية اللازمة لها, توفر المعلمين المدربين تدريباً مناسباً, وضع سياسات موحدة وفعالة للتسجيل والإلتزام بالحضور بالإضافة إلى تقديم المناهج الدراسية المتوازنة والمتعددة الثقافات والتي تحترم الهوية والتقاليد الخاصة بكل مجموعة ثقافية. بالإضافة لذلك، يجب أيضا النظر بعناية فيما يتعلق بالتكاليف المرتبطة بالدراسة مثل الرسوم الجامعية وأعباء أخرى قد تكون حاجزا أمام التحاق الكثير ممن هم بحاجة للحصول علي التعلم.
ومن الواضح أنه بدون إتاحة فرصة الوصول للجميع بغض النظرعن خلفياتهم المالية والعائلية أو موقعهم الجغرافي وغيرها من المعوقات , لن يتمكن المجتمع الدولي من الاستثمار الحقيقي في مستقبل البشرية جمعاء . إن ضمان "التعليم حق وليس امتياز" سيؤدي إلـى المجتمع المستقر والشامل الذي يعمل بكفاءة أكبر ويتجاوز الصعوبات ويعتمد عليها نحو مستقبله المشترك الهادئ والمعزز بالأمل لكل أفراده بلا استثناء .