- صاحب المنشور: فؤاد الدين بن خليل
ملخص النقاش:
تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة مع تطبيقاتها الواسعة التي تؤثر بشكل عميق على الطريقة التي يعمل بها العالم. يغير هذا التحول التقني وجه مستقبل سوق العمل العالمية بطرق متعددة وتنوعت الآراء حول هذه التأثيرات؛ فبينما يرى البعض أنها تهدد الوظائف، يعتقد آخرون أنها ستخلق فرصًا جديدة تمامًا.
في السنوات الأخيرة شهدنا بالفعل العديد من الأمثلة العملية لإمكانيات الذكاء الاصطناعي. الروبوتات الآن قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام والمهام المتكررة والخطيرة سابقاً والتي كانت تتطلب البشر. مثلاً، يمكن للمركبات بدون سائق توصيل البضائع بكفاءة أكبر وأمان أكثر مقارنة بالقيادة اليدوية. كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لتحليل البيانات الصحية بدقة عالية واكتشاف الأمراض مبكرًا مما يؤدي لتوفير الوقت والجهد الطبي.
مع ذلك، رغم الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف بشأن تأثيراته المحتملة على سوق العمل. إحدى الدراسات تشير إلى أنه بحلول عام ٢٠٣٠ قد يحل الذكاء الاصطناعي محل حوالي ١٤٪ من القوى العاملة الحالية. الوظائف الاعتماد عليها كليًا للإجراءات الآلية مثل تلك الموجودة في الصناعة التصنيعية أو الخدمات اللوجستية قد تكون الأكثر عرضة لهذا التغيير. ولكن حتى بعض المهارات المتخصصة ليست آمنة - فقد وجدت دراسة أخرى أن وظائف المحامين والأطباء سوف تواجه تحديًا كبير بسبب تطوير برمجيات تعتمد على التعلم العميق.
إلا إن الأمر ليس كل ظلام داكن، فالذكاء الاصطناعي أيضًا يخلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل ظهور تقنياته الحديثة. فنحن نحتاج مطوري البرمجيات والخوارزميات الخاصة بتعلم الآلات بالإضافة لمن يرسم سياساتها ويتعامل مع الخصوصية المرتبطة باستخدام بيانات العملاء وغيرهم ممن ينتمون لعالم البيزنس والإدارة الذين يتكيفوا ويطوروا استراتيجيات أعمال قائمة على المعلومات المنتجة بواسطة ذكائى اصطناعيا.
بالتالي فإن المستقبل لسوق العمل العالمي سيعتمد بشكل كبير على مدى قدرة الأفراد والشركات على الاستفادة والاستعداد للتكيف والتحديث مع تغييرات عصر الثورة الصناعية الرابعة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
