في سياق السوق التنافسي اليوم، قد يشعر بعض أصحاب الأعمال الصغيرة بالإرهاق بسبب الضغط الذي تمارسه الشركات الكبرى ذات العروض المغرية والتي غالبًا ما تُظهر منتجات بسعر منافس يبدو مغريًا للغاية. ومع ذلك، عندما يتم استخدام تلك العروض لأغراض دعائية مضللة أو للاستفادة منها بشكل غير أخلاقي، فإن الأمر يتخطى مجرد المنافسة ويصبح انتهاكًا للقواعد الأخلاقية والقانونية.
وفقًا للشريعة الإسلامية، تعتبر الإعلانات الخاصة بالمحلات حق خالص لها. فقد أكدت الفتاوى أن حقوق المؤلف والاختراع هي حقوق مكفولة ومصانة وفقًا للشريعة. أي تعدٍّ على هذه الحقوق يعد عدوانًا محرمًا شرعًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن إيذاء الغير - مثل التنبيه إلى عدم فعالية عرض معين والتسبب في نفور العملاء منه – هو أيضًا عمل ممنوع ومن الخطورة بمكان الاستناد إليه لاستغلال صورة الإعلان نفسه.
إن نشر صور العروض الترويجية للمنافسين مع إضافة التعليقات التي تشير إلى سعر مخفض لديك فقط بهدف جذب الزبائن بطريقة تسويقية غير شريفة، يعد خطوة غير مقبولة قانونيًا ودينيًا. فهي تضرب عدة عصافير بحجر واحد: أولها التحايل على حق آخر شخص طبيعي، وثانيها اللجوء إلى وسائل ذميمة للترويج بغرض الربح الشخصي عبر استهداف سمعة مؤسسة أخرى. إنها ليست طريقة صادقة للاقتصاد الناجح والمستدام.
بدلاً من الانخراط في مثل هذا النوع من المساعي الخادعة وغير القانونية، يجب التركيز بدلاً من ذلك على إبراز مميزات منتجك الخاص ونقاط قوتك بصراحة وشفافية. إن كونك صادقاً وعادلاً سيضمن بناء قاعدة زبناء موثوق بها وستعود بالنفع عليك وعلى أعمالك وعلى المجتمع ككل.
وفي النهاية، تستند هذه النصائح إلى حديث نبوي كريم حيث يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "من أحب أن تزاح عنه نار جهنم ويُدخل الجنة فلْيحفظ لسانه ويفعل بنفسه ما يحب أن يفعله الناس به." إذن فالوصول إلى رضى الله والجنة يستوجب احترام الجميع وكسب حب الجميع أيضاً.