• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  لقد شهد العالم على مدى السنوات القليلة الماضية تحولا هائلا نحو التكنولوجيا الرقمية. هذه الثورة الرقمية لم تكن مجرد تغيير نمط حياة الناس فحسب؛ بل كانت أيضا محرّكا للتغيير الجذري للمجتمع العالمي بأكمله. وفي صميم هذا التحول يقع مصطلحان مهمّان وهما "الذكاء الاصطناعي" (AI) و"التعلم الآلي". هذه التقنيات المتقدمة ليست مستقبل التكنولوجيا فحسب ولكنها بالفعل جزء أساسي منها اليوم.

يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه فرع من علم الحاسوب الذي يهتم بتطوير آلات قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاء بشريًا عاليًا مثل حل المشكلات واتخاذ القرار والاستنتاج المنطقي والتعلُم والتكيف مع البيئة المحيطة بها. بينما يشير التعلم الآلي إلى نوع خاص من برامج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تعلم وتحسين الأداء بناءً على البيانات المدخلة بدون برمجة مباشرة من قبل الإنسان.

العلاقة بينهما وثيقة للغاية حيث يستخدم التعلم الآلي كأداة رئيسية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وذلك لأن التعلم الآلي يمكِّن الروبوتات وآلات الذكاء الاصطناعي الأخرى من الاستفادة من كميات كبيرة من البيانات لاتخاذ قراراتها وتوقعاتها وتحليلها بنفسها مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والدقة مقارنة بالنظم التقليدية المعتمدة على البرمجيات المكتوبة يدويًا.

تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي واسعة ومتنوعة ومؤثرة بشكل كبير على مختلف المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل والمالية والمزيد. فعلى سبيل المثال، تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي الأطباء في تشخيص الأمراض بدقة أكبر وأسرع باستخدام خوارزميات تعتمد على بيانات المرضى السابقين. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام التعلم الآلي في التعليم يسمح بتخصيص عملية التعلم لكل طالب حسب احتياجاته الفردية وقدراته الخاصة. أما في قطاع النقل فقد سهَّل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مدعوما بخوارزميات الذكاء الاصطناعي إدارة حركة المرور بكفاءة أكثر وأمان أكبر للسائقين والمشاة على حد سواء.

إن تأثير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لن يتوقف عند حدود الوقت الحالي؛ بل سيستمر بالتوسع والتطور بوتائر متسارعة خلال العقود القادمة. لذلك، أصبح فهم هذين المصطلحَين أمر ضروري لفهم طبيعة العصر الجديد الذي نعيش فيه وكيف سنكون قادرين على مواكبته واستخدامه لصالح مجتمعاتنا واقتصاداتنا عالميًا.