- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تواجه العديد من المجتمعات اليوم تناقضات حادة بين الإرث التاريخي والتراث الثقافي وبين متطلبات التحول الاقتصادي والتكنولوجي المعروفة باسم "النمو". هذا الصراع ليس ظاهرة جديدة ولكنه يزداد حدّة مع تكثيف العولمة وتأثيرها المتزايد. تتجلى هذه التناقضات بوضوح في كيفية إدارةِ البلدان لمواردها الطبيعية والموروث الثقافي أثناء سعيهما نحو تحقيق الرفاه الاقتصادي.
في جوهر الأمر، تُشكِّل القيم والمعايير التقليدية التي ترسخت عبر الأجيال أساسًا للهويات المحلية والدولية أيضًا. فهي توفر نظام معتقدات وممارسات مشتركة تساعد الأفراد والجماعات على فهم العالم والتعامل معه بطريقة تخلق نوعاً خاصاً من الانتماء والاستقرار الاجتماعي والثقافي. هذه الأعراف والقيم غالبًا ما تكون مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالمواقع والأرض، والتي تعد مصدر رزق مهم وقد تُعتبر مقدساً بالنسبة للكثير ممن يعيشون عليها ويعملون بها.
بالمقابل، فإن مساعي التنمية المستدامة - خاصة تلك المرتبطة بتطوير البنية الأساسية الحديثة واستغلال الموارد الفلزية وغيرها للاستثمار الخارجي - قد تؤدي إلى تصادم مباشر مع البيئة الطبيعية والحياة الاجتماعية الأصيلة للأمم الأصلية وأصحاب الأرضtraditionally. فعلى سبيل المثال، يمكن مشاهدتها في مشاريع الاستخراج المعدني الكبرى حيث تقوم الشركات العالمية باستقطاب العمالة المحلية للمساعدة في عمليات التنقيب تحت ذريعة خلق فرص عمل جديدة ولكن ذلك يأتي عادة على حساب الدمار البيئي الواسع المدى الذي يؤثر سلباً على الخصائص الفريدة لهذا المكان وفقدانه للقيمة الثقافية والحفاظ عليه كإرث جماعي حيوي. بالإضافة لتهديدته للتقاليد والعادات المحلية بسبب تغييرات كبيرة تحدث خارج نطاق سيطرة مجتمعات المنطقة المحلية أصلاً مما يتسبب بفقدان هويتها الخاصة وبالتالي اندثار جزء هام مميز منها نتيجة لذلك الاختلاف الكبير تجاه ثقافة الغرب المتحضر وحديثه والذي يبدو أنه يحاول فرض وجود ثقافتهم بكل مكان حول العالم حتى وإن كان ضد رغبة سكان البلاد المضيفة لهؤلاء المبادرون بذلك المشروع الضخم غير قابل للتفاوض بشأن تفريطهم بإحترام حقوق السكان الأصليين الذين سوف يتم تشريد معظم أفراد قبائلهم قسريةً بهم بحجة تطوير اقتصاديا أكثر تقدم وإزدهارا لكن الواقع المؤلم يكمن بأن هؤلاء الأشخاص فقدوا كل شيء لهم هنا ولم يبقى لديهم سوى ذكرى طالما كانت موجودة قبل مجئ شركة المناجم الدولية ! ! !
ومن ناحية أخرى، هناك جوانب ايجابية محتملة لتلك الجهود التنموية مثل تحسين الخدمات العامة وانشاء بنى تحتية حديثه تستفيد منها جميع فئات الشعب وليس فئه واحده منهم فحسب بل ويمكن أيضا ان تعزز التدريب المهني لشباب البلد المحتاجة له بشده حالياً نظراً لقديمه بعض طرق العمل التقليديه بهذه الدول المنخفض دخلها مقارنة بباقي دول العالم الاخرى ذات مستوي اعلى بكثير مما سبق الذكر أعلاه .
لكن رغم ذلك تبقى هنالك مخاطر جمّة متعلّقة بمعدلات البطالة المرتفاعة داخل صفوف الشباب الناشئي الناشئة كون أغلبية وظائف القطاع الخاص موجهة فقط لأعمال مؤقتة مدتها قصيره جدا لاتمتد لفترة طويلة نسبيا بينما يشهد سوق الحره نقص كبير فى عدد الوظائف الدائمة النوعيه اللائقه تأهيلا علميا مناسبا لهذه الفئة العمرية الصغيرة بالسكان عموما!. وهذا يعود مباشرة لاحداها رئيسيين اساسيين الاول عدم توافق سياسات الدولة مع احتياجات السوق المحلي فيما يخضع اصحاب القرار السياسي لتحيزات ضيقة نتائج اتجاهات انتخابيه مبنية علي مصالح شخصية بعيدة المدى برغم انتقاد البعض لها بانها شكل عبء ثقيلا للغاية جامعه بأكمله!الثاني يرجع لجشع شركات multinational companies التي تسعى دائماً لكسب اكبر قدر ممكن بدون النظر لحماية حقوق عامل محليا كذلك مواطناته الأصليين المقيمين تاريخيا ضمن حدود الأراضي الوطنية وهنا يكمن الخلل الأكبر بقصد أو بدون قصد بسبب تضارب المصالح المالية الذاتية مقابل رضا شعبي عام راغب بالتغيرات اللازمة لإحداث فرق واضح حالياً وفي السنوات القادمه أيضا وبناء مجتمع عصري جديد قادرعلى مناف