في سياق النقاش حول ظاهرة امتلاء مقابر القرية بسبب الطبيعة الطينية للأرض والتي تؤدي إلى عدم القدرة على توسيع عمق الأضرحة، يقدم الإسلام مجموعة من الإرشادات التي تستوعب هذه الظروف الخاصة. أولاً، يجب التأكيد على أهمية احترام حرمة الأموات وعدم جمع أكثر من شخص ميت في قبر واحد. لذلك، فإن الحلول المقدمة هنا تأخذ هذا الجانب الحيوي بعين الاعتبار.
إذا كانت الأرض رقيقة أو طينية وغير مستقرة، فيمكن استخدام الوسائل مثل التوابيت الخشبية أو وضع ألواح خشبية تحت الميت لتجنب انهيار التربة. يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "إذا كانت الأرض رخوة مائية ضعيفة: فلا مانع من جعله في تابوت, أو جعل ألواح تحته تمسكه حتى لا تنهار الأرض به, أو حجارة أو نحو ذلك، لا بأس بذلك عند الحاجة."
وفي حالة وجود فساقي (مقبرة قديمة)، وهو أمر يحدث غالبًا نتيجة لنقص مساحات الدفن الجديدة، هناك عدة حلول مناسبة. الأولى هي محاولة استغلال المساحة المتوفرة قدر الإمكان بتوسيع حجم القبر قليلاً، ومن ثم وضع مواد لحماية الجسم من الاتصال بالأرض المباشر مثل الأحجار أو الألواح الخشبية الغير ملتصقة بجسد الفقيد. بعد ذلك، يقومون بوضع طبقة ترابية أعلى هذه المواد. وفي حالات الطوارئ القصوى، يجوز بناء دور ثانِ فوق القبر بطريقة تحافظ على سرية ودفن الميت باحترام كامل. كما ذكرت الفتاوى الرسمية لدar الإفتاء المصري, "في حال امتلأت القبور, يجب إعادة الدفن بمقبرة جديدة; فهو ممنوع القانون ترك أكثر من متوفي في نفس القبر باستثناء الحالات الضرورية فقط." أما بالنسبة لاستخدام الفضاءات الموجودة بالفعل, يمكن القيام ببناء هياكل صغيرة بداخلها تضمن فصل المدافن القديمة باستخدام حاجز مناسب مما يضمن سلامتها واستقرارهم أثناء عملية التفريغ والدفن الجديدة.
ومن الجدير بالذكر أيضا أنه اذا تعرضت تلك الهياكل للتلف, يجب اعادة بنائها بطرق تشمل سد الشقوق والفجوات بوساطة الاسمنت او الحديد او اي ماده مشابهة ولكن بدون تفجير المبني بشكل كامل الذي سيؤدي لإظهار المحتويات المخفية داخله بما يتعارض تماما مع حقوق الكرامة للميت وفق تعليماته الاسلامية. بالتالي تبقى العظام ضمن المكان الأصلي المحمي بينما تتم اضافة الطبقات الجديدة لفترة اللجوء المؤقت لهذه التقنية. بالإضافة لهذا الخطوات الأخيرة يتوجب التعامل بروح الرحمة والحذر أثناء عملية الانتقال والتغيير حفاظا علىسلامتهم وحماية اجسامهم اثناء فترة التنقل والمعاملة المناسبة لهم سواء كانوا أفراد عائلتك أم غرباء عنكم جميعكم تحت سقف الدين الإنسانية الإنسانية المشتركة التي تدعونا لمعرفة حق الإنسان بعد مماته وأن يعامل برفق وطيبة.
وفي النهاية، عندما تتعلق الامور بنقل الاحتياجات الهامة لأجل تغيير الموقع الحالي الخاص بهم ,فعليك اتباع نهج هادئ وآمن جداً أثناء العملية برمتها منعًا لكسرالعظم وهذه تعد جريمة ضد روح الشخص المتوفي حسب اعتقاد الكثير معتقدينا فالالتزام بالقواعد الإسلامية واجب مقدس لدى المسلمين الذين يسعى لطاعتها وتطبيقها خلال حياتهما اليومية ولكافة مراحل انتقال مرحلة الحياة الدنيا للحياة الاخيرة.