كل هذه الوحشية مصدرها الخوف لا القوة ، لا شيء يرعب إسرائيل إلا تلك الحقيقة بأنهم لن يهزموا إلا مرة واحدة فقط و الى الأبد
كيف تفكر إسرائيل
يعيش الاسرائيلي ورغم كل شيء تحت وطأة اقسى شعور وهو شعور الوجود المؤقت ، كل اسباب البقاء هي خارجية ، اهمها هو القوة والسيطرة و أضعاف الخصوم ، شعور الاسرائيلي بأن لديه بلد بديل ، محيط رافض ، تغيب الجذور مع الارض و التراث والحضارة يدفعه إلى ممارسة الوحشية ضد كل تهديد وكل فكرة تقاومه ، يدركون جيدا بأن الوجدان العربي يرفضهم مهما تحسنت العلاقات السياسية و لذلك كل تلك الوحشية هي نتيجة استيقاظ الخوف الكامن داخل أنفسهم بأنهم عابرون و قد يلجأون إلى الهدنة او التهدئة او التنازل إذا ما شعروا بأن التصعيد قد يدفع بالأمور الى خارج سيطرتهم
ماذا يغذي الوجدان اليهودي بصفة عامة و الاسرائيلي بصفة خاصة
يتميز اليهود بصفة عامة بالعزلة و هناك مسمى( العزلة اليهودية ) ، تلك العزلة اتية من مصادر مختلفة أولها الشعور ب الاصطفاء بكونهم شعب الله المختار و هي فكرة تم تحريف معناها حسب الفيلسوف سبينوزا و الشعور الآخر هو المظلومية التاريخية التي عاشها الوجدان اليهودي ابتدأ من السبي البابلي حتى النازية برغم ان اليهود كانوا اطراف في تشكيل اقدارهم
تلك الروافد تركت اليهود يعيشون جزر داخل المجتمعات و يحتفظون بكامل ثقافتهم و ارثهم ومعه يتم توجيه الأفراد إلى خدمة المشروع اليهودي بكونه غاية الهية ، من أهم الروافع الروحية التي تمدها بالاصرار على فلسطين تغذية الإرث الديني و كأنهم يشيدون مملكة الله
هل إسرائيل اليوم هي إسرائيل الأمس
في اعتقادي ان إسرائيل اليوم أضعف بكثير من إسرائيل القرن الماضي ، استطاعت في أيام قليلة هزيمة الجيوش العربية و احتلال اراضي اكبر عدة مرات مما كانت تحتل و اجتاحت لبنان و ضربت المفاعل النووي العراقي و ذلك قوة عابرة إلى البعيد بينما اليوم تخوض معارك ضارية و بوحشية من أجمل المحافظة على ما هو قائم
هل إسرائيل جسم متجانس
الشيء الوحيد الذي يترك إسرائيل جسم متجانس هو انهم يخلقون العدو الخارجي والتهديد الوجودي بينما هم عبارة عن جماعات مختلفة من حيث الجذور والثقافات و التنازع بينهم لا يطفو على السطح و التمييز والعنصرية هي طبيعة تسود هناك وخاصة ضد الفلاشا و بعض الجماعات اليهودية ذات الخلفية الشرقية
من المهم التأكيد على أن اليهودية لا تمثلها إسرائيل فهناك يهود يرفضون فكرة إسرائيل و يعتبرون حياة الشتات هي استجابة لاوامر الله