- صاحب المنشور: ناجي الصقلي
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات العالمية المتسارعة والتطورات التكنولوجية الحديثة، يتحول التعليم إلى حجر الأساس لبناء مجتمع مستنير قادر على مواجهة هذه التحولات وضمان الاستمرارية للأخلاق والقيم. إن دور الإسلام كمنهاج حياة شامل يوفر منظوراً فريداً للتربية والتوجيه الأخلاقي، لكن تطبيق هذا المنظور يشكل تحدياً كبيراً أمام المهتمين بالتعليم المعاصر. وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسية لهذا البحث:
أهمية تعزيز القيم الإسلامية في المناهج الدراسية
تعد القيم الإسلامية جزءاً أساسياً من هويتنا الثقافية والدينية، وتُعتبر محركاً رئيسياً لتحقيق العدالة الاجتماعية والأخلاق الفاضلة. وبالتالي فإن إدراجها ضمن البرامج التعليمية ليس مجرد خيار تفضيلي، بل ضرورة ملحة لتنشئة جيوش جديدة ملتزمين بالقيم الإنسانية الأصيلة. إلا أن تحقيق ذلك يعاني من عدة عقبات منها:
- فهم محدود للقيم الإسلامية: غالباً ما يتم التعامل مع المفاهيم الدينية بمفرداتها دون فهم عميق لأبعادها الأخلاقية والمعرفية الواسعة. وهذا يؤدي إلى تبسيط غير دقيق لهذه المفاهيم مما قد ينتج عنه انطباع خاطئ لدى الطلاب حول جوهر الدين الإسلامي.
- عجز المؤسسات التعليمية التقليدية: واجهت العديد من المدارس الحكومية والمدارس الخاصة مشاكل تتعلق بتدريب المعلمين وتمكينهم من تقديم تدريس فعال للقيم الإسلامية بما يتوافق مع متطلبات العصر الحالي. ويؤثر ذلك سلباً على قدرتهم على خلق بيئات تعلم محفزة ومجدية.
- تأثير وسائل الإعلام والعولمة: تواجه المجتمعات المحافظة تقلبات ثقافية وعلمانية كبيرة نتيجة للتأثيرات الخارجية المتنامية عبر الإنترنت والإعلام العالمي. ومن الضروري وضع استراتيجيات فعَّالة لتحييد تلك التأثيرات والحفاظ على هويتنا وقيمنا الإسلامية.
مقترحات عملية لإعادة بناء النظام التربوي وفق منظور إسلامي
لتجاوز العقبات سالفة الذكر، يمكن اتخاذ مجموعة من الخطوات العملية التالية:
- تطوير مواد دراسية موحدة تتضمن مفردات متنوعة ومتكاملة تعكس خصوصية الهوية الإسلامية وتعزز القدرات الإبداعية والابتكار العلمي والتكنولوجي. إن الهدف هنا ليس فقط تزويد الطلاب بالمعرفة ولكن أيضاً إلهامهم وإرشادهم نحو استخدام هذه المعارف بطرق أخلاقية ومسؤولة انسجاماً مع المقاصد الشاملة للدين الحنيف. 2. تشجيع مشاركة أفراد المجتمع المدني والمختصين في مجال التربية والتعليم للمناقشة والمشاركة في العملية التشريعية المرتبطة بتنظيم القطاعات المختلفة للنظام التعليمي بهدف ضمان تكامله واستدامته. فالتعاون بين مختلف الأطراف سيفتح المجال واسعاً لمناقشة نقاط قوة وضعف البرنامج والمناهج المطروحة حالياً بالإضافة إلى اقتراح حلول مبتكرة وفعالة لحلها.