قصة حقيقية
رجل عصامي
دائما نسمع أن رجل الأعمال فلان بدأ من الصفر وتتعجب كيف يمكن أن يتحقق هذا الفارق بين الصفر ورقم فلكي بالحساب بالبنك في سنوات معدودة ويظل التساؤل بلا إجابة ويزداد الثراء وتزداد الأصفار بجوار خانة الرصيد بحساب البنك
بدأ راشد حياته بقريته بصعيد مصر
من أسرة رقيقة الحال ومن عائلة تفتقد إلى العزوة بين عائلات البلدة مما ترتب عليه أن يظل هو وأقاربه أجراء لدى كبار العائلات ولكن راشد كان يتميز بذكاء فطري يميزه عن أقرانه وجلد وقدرة على التحمل تفوق الجميع وكما يحدث دائما لا يعرف الصغار النظرة العنصرية أو الفوارق الطبقية
فكان راشد يلعب مع من هم في سنه من العائلات الكبرى بالبلدة
وهو في ال١٤ من عمره كانت النقطة الفارقة بحياته
أثناء اللعب مع الأصدقاء حدثت مشاحنة بينه وبين صديق له من عائلة العمدة ترتب عليها قيام راشد بضرب صديقه إبن الأكابر وخوفا من بطش العمدة عند علمه إختبأ بالمزارع
وأرسل قريب له ليستطلع الأخبار فعاد له منزعجا قائلا العمدة مستحلفلك وكلف العيلة تمسكك وتربطك في النخلة لحين عودته من المحافظة حيث سيقوم بتأديبك بنفسه
عرف راشد مضمون الرسالة أنه الكرباج لا محالة
كاد يموت رعبا وعزم أمره على الهروب من البلدة وظل يمشي على قدميه الحافيتين
حتى وصل محطة القطار التي تبعد ٦ كيلو عن بلدته وبالصدفة شاهد أحد أفراد عائلة العمدة على رصيف المحطة فأسرع وصعد فوق سطح القطار المغادر دون أن يعلم وجهته كل ما يفكر به هو البعد عن ضربات الكرباج المؤلمة ومن الارهاق نام راشد ساعات حتى وصل القطار الى محطته الأخيرة بالأسكندرية