- صاحب المنشور: عبلة الغزواني
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقشاً عميقاً حول دور الاستدامة في التنمية الاقتصادية المتنامية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، خاصة ضمن مسعى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لرؤية 2030 الشاملة والمتنوعة. بدأ النقاش بتركيز كارينا كريجر -المشاركة الأولى- على مخاطر عدم الأخذ بالاعتبار للأثر البيئي لهذا النمو المرتقب. وقد شددت على أهمية التعامل بحذر مع الازدياد المحتمل للإنتاج الزراعي (خصوصاً الأشجار المثمرة) والسوق السياحي الناشئ، وذلك للحفاظ على الموارد المائية والموارد الأرضية الأخرى.
ردضاحى بن الطيب لاحقا بالتعبير عن تقديره للموضوع المقترح بواسطة كريجر. حيث ذكرت بأن الحكومة السعودية تتبع بالفعل إجراءات واستثمارات مكلفة ترمي للحفاظ بيئي وصالح اجتماعي ثابت. وقامت السلطات بإقرار سياسات لاستخدام تكنولوجيا رش الأمطار المُعَاصِر, وبرامج تعليمية لفلاحين كي يُدبرو المصادر بكفاءة عالية مُرْفِقاء بذلك سلامة البُعد الصحي للجنس البشري والعناصر الخاصة بالحياة البرية. ولفتت أيضاً بأن النظام التعليمي يتضمن دروساً حول هذا المجال بهدف رفع مستوى الثقافة المجتمعية تجاه البيئة والقضايا ذات الصلة بها بغرض الحصول على حياة مستقرة وخالية من المشاكل لأجيال القادم.
ثم انضم عبادي السوسي لدائرة الحديث داعماً حجج كريجر بالنظر في اتجاه آخر له علاقة بجودة التطبيق العملي لما تم الاتفاق عليه سابقا أمام مجلس الوزراء السعودي. فقد برهن بأنه حتى وإن كانت البرمجيات والخرائط جيدة وشاملة لكل تفاصيل العملية، إلّا وأن التنفيذ الفعلي سيكون الأكثر حساسية وإلحاحية ويجب تركيز أكبر قدر ممكن من الوقت والجهد فيه. لذلك اقترح ضرورة وضع جدول أعمال شامل للنظام الوطني يقوم بمراقبة مدى مطابقة السياسات الحكومية لمعايير السلامة الدولية فيما خص المسائل البيئية. كما طالب بإعداد قاعدة بيانات وطنية مفتوحة المصدر تحتوي علي كافة المعلومات المرتبطة بالأمور السابقة والتي سوف تساعد كل المهتمين بشؤون البلد وشأن الناس بالإلمام الدائم بكل جديد وما يحدث جدلاً واسعاً داخل دائرة الحكم السياسي السعودي.
وأخيراً اختتمت كارينا كريجر هذة المناظرة باستحضار طرف مثير للاهتمام متعلق بخلق مجتمع قائم علی مبادئ احترام واحتضان الأمور الصحية والبيئية، وليس فقط التركيز ثنائي الرؤية :إما مصالح شخصية قصتيرا أم ولا شيء! إنها دعوة مستمرة لصانعي القرار بالسعودية ليضعوها نصب أعينهم دوما حين رسم السياسة العامة للدولة الجديدة: "السلامة اولا!"