• صاحب المنشور: عبد الكبير المنصوري
  
  ملخص النقاش:
  إن العلاقة بين الإسلام والبيئة هي علاقة تكامل وتوازن عميق. يدعو الدين الإسلامي إلى احترام الطبيعة والحفاظ عليها باعتبارها عطايا من الله تعالى ويُعتبر الإنسان مجرد وكيل لهذه الكنوز التي خلقت لعبادة رب العالمين. يعكس القرآن الكريم والسنة النبوية هذا التوجيه الشامل بتكرار أحاديث حول أهمية رعاية الأرض وموارده واستخدامها بحكمة وعدالة.

الأصول الدينية للرعاية البيئية

1. القرآن الكريم: يشهد القرآن برداءته الثابتة للأمر بالحفاظ على البيئة ورعايتها، مما يوضح أنه ليس موضوع ثانوي ولكنه أمر حيوي للمجتمع المسلم. يقول الله -تعالى-: "وَلا تَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا" [الأعراف:56]. كما يُشجع أيضًا على استغلال موارد الأرض بطريقة مستدامة وبما يتناسب مع الاحتياجات الإنسانية الأساسية وحدود القدرة الحقيقية للعناصر الموجودة حسب قوله عز وجل:"وما بِكُم مِّن نَّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" [النحل:53] ويعقب ذلك بشروط لاستعمال هذه النعم:ثُمَّ إِذَا مَسَّكُم الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُم بالتسامح والتخفيف وإزالة المتاعب والإرهاق فقال جل وعلى : "* ثم إذا مسكم الضر في البر والبحر "[يونس:22-24]. ولكن رغم تلك الأدعية المؤلمة أثناء المحنة فإن رد فعلنا عند انتهاء المخاوف والمآسي غالبًا مايكون طريق التعنت والاستبداد والاستغلال الزائد وغير المسؤول لموارد الطبيعه . وهذا يخالف تعاليم دين الاسلام الذي يجبر المسلمين علي حسن الخلق وصلة الرحم وعطف القلب ورعاية الحيوان واحترام النباتات عدم الإساءة لأصحاب المواقع المختلفه والجيران المختلفين دينياً وثقافياً واجتماعيًا ،والتركيز أكثرعلي طلب المغفرة والصفح والعفو لدى الله دوماً وليس الانتقام أو القتل أوالتعدي بالقول والمعاملة !!وليس معنا هنا ان نسوق نماذج لفظيه مؤلمه بل بيان الفرق الكبير لمنظور سماحة الرقي الروحي مقابل منطق تخلف البشر عبر التاريخ الطويل تحت رايات مختلفة مزامنة مع دورهم السلبي لتدمير بيئتهم وانفسهم ايضا!!وفي النهاية فالرساله واضحه لكل القلوب الناضجة والتي تسعى للاصلاح والخير الدائم انه " مهما كانت الانسان مضطرب الذهن ومتبلبل الفكر بشأن اسباب وجوده وزواله , فعليه اولاً الاعتقاد بان كل شيء بإذن الرب القدير وقدرته سبحانه وتعالى وهو الحكم العادل بين الجميع حتی وإن ظن البعض خلاف ذالك بسبب ضعف فهمهم لبساطه الأمور اليوميه التي تطرح أمام أعينهم بلا ملل نهارا وليلاً...!)

1. السنة النبوية: تؤكد السنة النبوية أيضًا على ضرورة حماية البيئة وصيانتها. فقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» (البخاري). تشدد هذه الآية المستخلصة من حديث النبي محمد على مسؤوليتنا الشخصية تجاه أعمالنا وأن نفعلها بأمانة ومهنية عالية المستوى بغض النظرعن مجالات عملنا العملي تقني كان أم غير ذلك ! إنه وصف واضح لحقيقة مهمتها الوثيقه لسلوك الأفراد الجيد داخل المجتمع الإنساني والذي يؤدي بصورة مباشرة إلي تحقيق توافق مجتمعي شامل قائم أساساته علي رضا وخيري مثاليه سماوية ساميه بعيدة المن