هل عدل الله صفة ذاتية أم فعلية؟ توضيح دقيق للحكماء.

يثبت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن الله عز وجل هو العدل المطلق. هذا يعني أن العدالة ليست مجرد سلوك ينتهجه الله بين حين وآخر، بل إنها جزء أصي

يثبت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن الله عز وجل هو العدل المطلق. هذا يعني أن العدالة ليست مجرد سلوك ينتهجه الله بين حين وآخر، بل إنها جزء أصيل من صفاته الإلهية التي تلازم وجوده منذ الأزل وستستمر إلى الأبد.

في الحديث النبوي المتفق عليه عند الامام البخاري والامام مسلم، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "ومن يعقل إذ لا يعقل الله ورسوله". هنا يؤكد الرسول الكريم أن أحدا لن يستطيع تحقيق العدل إن لم يكن الله نفسه عادلاً. وهذا يشير بوضوح إلى طبيعة عدالة الله كصفة ذاتية دائمة وغير قابلة للتغير.

وقد عرَّف علماء المسلمين هذه الصفة بأنها ثابتة ومتضمنة بذات الخالق القدوس عبر الزمان. فهي ليست مجرد عمل يقوم به، وإنما جوهر أساسي لشخصيته المقدسة. كما ذكر الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز آل الشيخ، فإن الصفات الذاتية تشمل سمات ومعاني ملازمة بذاتها الربانية ولا تتغير مهما تحركت الظروف والأحوال. ومن ضمنها صفتي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والحكمة والعدل. وهكذا يكون العدوان إحدى أهم الصفات الذاتية للرب جل وعلا حسب التعريف الشرعي الإسلامي المعتمد لدى الفقهاء المتقدمين والمعاصرين alike.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات