1- نادتني أمها بعد وقت العشاء: "أرواح وليدي شوف بنتي وشبيها"، أسرعت إليها
بنت في 25 من العمر، تعرق عرقا شديدا في جبينها، و عيناها شاخصتان إلى السماء
أخذت أسمع دقات قلبها فإذا هي في طبيعتها، ضغط دمها طبيعي، نسبة السكر طبيعية، كل شيء في حده الطبيعي.
سألتها: ...
2- سألتها:" خديجة وشبيك ؟ حركي رجليك نشوف.."
قالت:" ما بيا والو، رجليا باردين فقط"
ثم فجأة أصبحت تتكلم باللغة العربية الفصحى، فسألت أمها هل من عادتها التحدث هكذا ؟ قالت نعم فقد درست الأدب العربي في الجامعة.
فرفعت خديجة سبابتها إلى السماء و نطقت الشهادتين بصوت منقطع النفس...
3- فبدأت أمها في البكاء، و تقول: "بنتي بنتي"
فنادتها خديجة: " أمي لا تبك، أنا فخورة أنك أمي و أنا ابنتك، أمي أبلغي سلامي لصديقتي فلانة و صديقتي فلانة، و لأخي سفيان، أمي أوصيك أنه لدي أربع أيام صوم دين عليّ، أمي أنا لم أصل اليوم كاملا، أنا مريضة لدي عذر"
زاد بكاء أمها، فقالت لها..
4- فقالت لها خديجة: اصبري أمي فهذا قضاء الله، فثبتت الأم و هدأت.
جاءت طبيبة معنا لتأخذ ضغطها، فنظرت خديجة نحوها و قالت': "شكرا لك، ثم تضير بيديها و تقول لها لا تتعبي نفسك لا تتعبي نفسك"
ثم تخاطبنا جميعا: "لماذا يقولون أن الموت صعب" "لماذا تخافون الموت" و يتخلل ذلك تسبيح و استغفار
5- ثم بدأت تنزع أنبوب الأكسجين من أنفها و نحن نعيده، و أمها تقول لها: "خديجة بنتي ياك أنا ماماك تحبي ماماك خليه باش تبرى بنتي" فتنزعه خديجة و تقول: " أنا أحب الله و أنا مع الله"
و أثناء كل ذلك كانت ترفع يديها تدعو أحيانا و تستغفر و تسبح أحيانا و تنكق الشهادتين أحيانا ...