- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
غالبًا ما يُنظر إلى الفن التشكيلي كوسيلة للتعبير الشخصي والروحية، لكن دوره الأعمق وأكثر جدوى يكمن في تعزيز الوعي الاجتماعي وإحداث التغيير. يأخذ هذا النوع من الفن رسالة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية ويحولها إلى صورة مرئية معبرة ومؤثرة. يشكل الفنانون المعاصرون تحديات مجتمعهم عبر لوحاتهم الجريئة والنحت الفريد، مستخدمين خبرتهم الإبداعية كموقع قوي للدفاع عن الحقوق الإنسانية والمشاركة المدنية.
في العديد من الثقافات حول العالم، كان للفن دور تأسيسي وتأثير دائم على الشكل الذي يبدو عليه المجتمع وكيف يتطور. يمكن استخدامه لتعزيز القيم الديمقراطية والثقافة والسلام، كما أنه يعد أداة قوية لتحسين الرأي العام بشأن قضية معينة. يستطيع الفنانون التحليل البصري لمنطقة معينة، سواء كانت تراثا تاريخيا مهددا بالضياع، أو ظاهرة بيئية متدهورة، أو حقوق ناشئة لمجتمع محروم. وبذلك يبرزوا هذه المسائل وينشروا الوعي حولها بين الجمهور الواسع.
لا ينبغي النظر إلى الرسم والنحت كالزخرفة الزائدة أو الترفيه المحصور داخل المتاحف فقط؛ بل هما جزء مهم من الحوار المجتمعي والسياسي. يعبر بعض الأعمال الفنية بإيجاز شديد عما قد تستغرقه الكلمات الطويلة لسرده. مثل "العذراء والأطفال" للفنان بابلو بيكاسو التي تصور جنبا لحرب مدمرة، ورسومات غرافيتي بلوحة جدارية تضم وجه جون لينون تحمل عبارته الشهيرة "Imagine"، وغير ذلك الكثير مما ترك علامات خالدة في التاريخ الحديث.
لكن كيف يمكن للساحة الفنية العالمية أن تؤثر حقاً؟ تتطلب العملية دمج الأصوات المهمشة والاستماع لها بعناية لبناء رؤى فنية ذات صدى حقيقي لدى الناس العاديين. وهذا يعني العمل مع المنظمات الاجتماعية غير الربحية والحكومات والشركات الخاصة لإنشاء حملات واسعة لتسليط الضوء على القضايا الهامة بأسلوب جذاب وجاذب للمستمعين. كذلك اتخاذ خطوة أخرى وهي نشر تلك الرسائل خارج نطاق حدود البلاد الأصلية لفنان عمل عليها حتى يصل صوت هؤلاء الأشخاص المهملين لأبعد مدى ممكن ويتلقى دعم عالمي أكبر لما هم بحاجة إليه فعليا.
تتجاوز الجمالية المتفردة للأعمال الفنية أهمتها كونها مجرد أعمال تشكيلية جميلة الشكل؛ فهي تعمل أيضًا كتذكير لنا جميعا بمكاننا ضمن شبكة اجتماعية ديناميكية ومتنوعة ومترابطة تحتاج لحماية مواردها وصيانة هويتها وثرائها الطبيعي والمعنوي أيضا. إن المسؤولية الأخلاقية لكل فنان هي استخدام موهبته لنقل قصة مؤلمة ولكن ضرورية حول واقع حال معيش اليوم واستخدام قوة الخطوط الملونة لإلهام الآخرين لاتخاذ إجراءات بناءة نحو تحقيق مستقبل أفضل لكوكب الأرض والبشر معه!