• صاحب المنشور: عبد الشكور المرابط
  
  ملخص النقاش:
  

  شهد العالم العربي خلال العقد الماضي نموا ملحوظا في مجال العمل الحر الرقمي، حيث وجدت الأعداد المتزايدة من الشباب خيارات جديدة لتحقيق الدخل والاستقلال الوظيفي. يُعرف هذا النوع من العمالة بأنها عمليات مستقلة غير مرتبطة بعلاقات رسمية دائمة بين صاحب المشروع والموردين أو الشركات الصغيرة الحرة التي تقدم خدمات محددة عبر الإنترنت. يوفر سوق العمل الحر رقميًا فرصاً متنوعة تتضمن التصميم الجرافيكي والبرمجيات والتسويق الإلكتروني وغيرها الكثير لجذب المهارات العربية إلى الصدارة العالمية.

يشكل التفاعل الفعال مع هذه الثورة الاقتصادية الجديدة تحدياً كبيراً للمجتمعات والأفراد العرب؛ وذلك بسبب افتقار معظم الدول العربية لتنظيم واضح لهذه الصناعة الناشئة والتي تؤثر مباشرة على بيئة الأعمال التقليدية وعادات القوى العاملة المحلية. فبالإضافة إلى الجانب القانوني والفني الذي يتطلب معرفة متخصصة باستمرار بتطورات القطاع الرقمي العالمي وتحديثاته المستمرة، يوجد أيضاً عقبات اجتماعية وثقافية تحول دون انتشار ثقافة ريادة الأعمال والقابلية للتكيف مع الأسواق الحديثة.

مزايا العمل الحر

رغم العقبات، يحمل قطاع تكنولوجيا المعلومات فرصة كبيرة للشباب العربي للاستمتاع بمجموعة مميزة من المنافع مثل:

1. الدخول في مجالات متنوعة: يستطيع الأفراد تنمية مهاراتهم وممارسة أعمال مختلفة خارج نطاق تخصصاتهم المعتادة مما ينتج عنه توسيع آفاق المعرفة الشخصية وخلق مسارات وظيفية مبتكرة.

1. مرونة الوقت: يعمل المقاولون المستقلون وفق ساعات مرنة تتيح لهم تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية فضلاً عن القدرة على تحديد مواقع عملهم سواء داخل البلاد أم خارج حدودها حسب ظروف وحاجات كل فرد.
   
2. زيادة الرضا الوظيفي: تعد حرية اتخاذ القرار والإبداع المتواصل عوامل رئيسية يسعى إليها العديد ممن اختاروا طريق الاعتماد الذاتي عبر الانترنت نظرًا لتأثيرهما الإيجابي الكبير على مستوى إنتاجية وقرارات هؤلاء الأشخاص مقارنة بنمط حياة الروتين اليومي المألوف.

التحديات الرئيسية

ورغم تلك المكاسب المحتملة للعمل بحرية رقمية إلا أنها ليست بدون مخاطر وصعوبات تتمثل فيما يلي:

• عدم الاستقرار المالي نتيجة طبيعة أي مشروع تجاري حديث نسبياً ويعتمد أساساً على قبول المستخدم وأموال العملاء لحين اكتماله.

• افتقاد نظام الضمان الاجتماعي والمعاش السنوي خاصة عند بلوغ مرحلة الشيخوخة وعدم وجود التأمين الكافي ضد الأمراض المفاجأة والحوادث المختلفة أثناء أداء هذه الخدمات بإتقان مستمر وبصورة منتظمة.

• ضعف التسويق والدعاية الذاتية واتصال محدود بشركاء محتملين كونك جزءٌ مستقل تمامًا ضمن السوق الواسع لذلك المجال الخاص بك مما يؤدي لانخفاض الطلب الحالي لديك ولكنه يمكن تطويره تدريجيّاً عبر بناء سمعتك وتحسين تصنيفك لدى المجتمع الرقمي الدولي باستخدام الشبكات الاجتماعية واستضافتها بقوة وانتظام أكبر.

وفي النهاية يبقى الأمر راجعًا لرغبة الشخص