- صاحب المنشور: سامي الدين المسعودي
ملخص النقاش:
يشكل التعليم أحد أهم ركائز البناء الحضاري للمجتمع المسلم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا. يعكس القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة اهتمامًا كبيرًا بالعلم والمعرفة، حيث أمر الله تعالى بِبَحثِ العِلْم وتعليمه في قوله جل وعلا: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " [العلق:1] وقوله أيضًا: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا "[طه:114]. كما أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على فضل العلم وثمرته الدنيوية والأخروية بقوله "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
التعليم في الثقافة الإسلامية
في الثقافة الإسلامية، يتمثل دور التعليم بعدة محاور رئيسية تشمل:
نشر المعارف ودفع الجهل:
تتضمن هذه المحور مهمتي تعليم الناس ما جهلوه وإرشادهم إلى الطريق المستقيم الذي تؤدي إليه المعرفة الصحيحة. يقول الإمام الشافعي رحمه الله في ذلك: "من لم يعرف نفسه عرفها من كلامها"، مما يدلل على أهمية فحص النفس وتقبل الواقع للوصول للحقيقة.
تهيئة المجتمع للمعارف النافعة:
يهدف النظام التربوي الإسلامي إلى تربية الأفراد وفق القيم والمبادئ الإسلامية التي تدعو إليها الشريعة الغراء، مثل الصدق والأمانة والإخلاص والتسامح وغيرها الكثير. إن تطوير قدرات الطالب وممارسته لهذه القيم ستكون له انعكاساتها الوظيفية الاجتماعية والنفسية المباشرة وغير المباشرة.
تحقيق التنمية الاقتصادية والثقافية:
إن النهوض بمستويات التعليم يؤثر تأثيراً مباشراً على مستوى دخل الفرد ويعزز ثقافته العامة ويتيح فرص عمل أكثر تخصصاً لمنتسبي النظام التعليمي المتطور. بالإضافة لذلك، فإن جودة العملية التعليمية تلعب دوراً حيوياً في تقدم البلاد اقتصادياً واجتماعياً.
تحديات تواجه التعليم في العالم الإسلامي اليوم
على الرغم من كون الإسلام دين علم وأمة كتاب، إلا أنه يوجد بعض العقبات المؤثرة على مسار التعليم في البلدان ذات الأغلبية المسلمة والتي منها:
ضعف المناهج الدراسية واستخدام وسائل تقنية قديمة:
يتوجب تحديث مواد التدريس لاستيعاب حاجات القرن الواحد والعشرين وشرح المفاهيم الحديثة بطرق مبسطة وجاذبة لفئة الشباب والشيب معاً. كذلك، تعتبر الاستراتيجيات الرقمية الحديثة ضرورة ملحة لتطوير عملية التعلم وتحسين نتائج الامتحانات الوطنية والدولية التي يشارك بها طلاب المدارس الثانوية والجامعية.
عدم تكافؤ الفرص بين مناطق مختلفة داخل البلد واحد:
تشكو مناطق عديدة داخل الدول العربية من نقص موارد مالية كافية لبناء مدارس جديدة وبرامج دعم أكاديمي مجانية ومتخصصة، خاصة بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتطلبوا رعايتهم الذاتية