- صاحب المنشور: رغدة الدرقاوي
ملخص النقاش:
مع تطور المجتمع الرقمي والتكنولوجي المتسارع، أصبح توازن المسؤوليات الشخصية والعامّة موضوعًا حاسمًا للمناقشة. ففي هذه البيئة الجديدة التي تتميز بمشاركة المعلومات على نطاق واسع ومستمر، يعاني الأفراد والمجتمع ككل من تحديات فريدة تتطلب فهماً عميقاً لضوابط الأخلاق والأمانة والدور المشترك لكلٍّ منهما.
المسؤولية الفردية: ضوابط للأفعال الرقمية
على مستوى الفرد، تكون المسؤولية الأولوية هي الحفاظ على القيم والأخلاق التي تؤمن بها. وهذا يشمل الامتناع عن نشر محتوى يضر الآخرين أو ينتهك خصوصيتهم، مثل نشر معلومات خاصة غير مصرح بنشرها أو مشاركة صور بدون إذن. كما يتضمن الالتزام بالدقة والمصداقية عند تقديم المعلومات عبر الإنترنت، سواء كانت تلك المعلومات متعلقة بآرائهم الشخصية أم بتجاربهم العملية. ذلك لأن الأفعال الرقمية لها آثار طويلة المدى يمكن أن تطال حياة الأشخاص وعلاقاتهم وعبر الحدود الجغرافية أيضا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الأدوات التكنولوجية بطرق مسؤولة تعد جزءا أساسيا من مسؤوليتنا الشخصية. هذا يعني فهم كيفية عمل المنصات والاستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة مع مراعاة التأثير المحتمل لأعمالنا عليها وعلى مستخدمين آخرين. إن عدم احترام حقوق الملكية الفكرية يعد انتهاكا واضحا للحدود الدينية والقانونية والعرف الاجتماعي أيضًا.
المسؤوليات العامة: بناء بيئة رقمية آمنة وشاملة
وعلى الصعيد العام، تتجاوز المسؤوليات مجرد منع الضرر؛ بل تشمل خلق بيئة صحية شاملة ومنتجة عبر العالم الرقمي. ويتعين على الحكومات والشركات وأصحاب النفوذ تعزيز السياسات والحلول التقنية التي تحافظ على سلامة البيانات وتحقق التنوع والشمول لمنصاتها المختلفة. مثلاً، توفير أدوات فعالة لمراقبة وتحليل وإزالة المحتوى المسيء والمحتويات الكاذبة يساعد في تحقيق بيئة أكثر أماناً وعدلا اجتماعياً ضمن الشبكات الإلكترونية الواسعة الانتشار اليوم.
كما يلعب كل فرد دوراً مهمّا هنا أيضاً حيث أنه بإمكانه المساهمة ببناء ثقافة تقبل الاختلاف واحترام مختلف الآراء والمعتقدات حتى وإن اختلف عنها. يدخل بذلك دور التعليم والتثقيف حول أهمية التربية الروحية والجسدية لما له تأثير مباشر على طبيعة تصرفاته داخل فضاء الانترنت الكبير متعدد الأصوات والفئات الاجتماعية والثقافيات . لذلك ستكون هناك حاجة ملحة لتوجيه الجهود نحو توضيح القواعد الشرعية المتعلقة باستخدام العلوم الحديثه والإلكترونيَّة فيما يحقق المصالح ويحفظ الحقوق دون تجاوز حدود الشريعة الغراء .
وفي النهاية، دعونا نتذكر دائما بأن "الإسلام دين توازن"، وبالتالي فهو يدعو اتباعه للحفاظ على موازنة دقيقة بين واجباتِهما الذاتية والمجتمعية والتي قد تبدو غامضة لدى الكثير ممن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى حديثي العهد بهذا المجال الجديد نسبيًا مقارنة بما مضى سابقاً منذ ظهور الدين الإسلامى وانتهاء عصور النهضات العلمانية الحديثة الآن وبداية عصر المعلومة الرقميه الحالي المستمر تقدمه واستخدامه المتزايد يوم بعد يوم بلا هوادة مما يست